» » سِيمفُونِيّة- قصة قصيرة جدا بقلم-مريم بغيبغ \ الجزائر

تأملات الناقد المصري القدير أحمد طنطاوي في نصي القصير جدا " سمفونية ".

سِيمفُونِيّة

يَتمايَل القارِب...يُثبِّت عكَّازه تَحت إبطِه، يُطوِّق ابنه بِنصفِ ذراعٍ : سَتصل، وسَترسل لي قريباً بعض المال، لأجل الأطراف الاصطناعية..
يتحرّك القارِب باتّجاه الشّمس... بَينما هو يعرجُ على موج البَحر، لا يفصِله عَنه سِوى الرّؤوس التّي تَحوم حَول أنفَاسِه الأخِيرة!

.مريم بغيبغ \ الجزائر

يقول الناقد: فى مكان آخر وصفت هذا النص
أنه نموذج دراسى ( تعليمى ) للقصة القصيرة جدًا بكل
 شرائطها و عناصرها الفنية بدءًا بالعنوان و انتهاءً بالقفلة
 ( البداية )...

الحركية
المشهدية
الشعرية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و الآن , و حين العودة إليه  ,  هل لاحظنا الإطار و الخلفية
اللونية و الموسيقية التى شكَّلها  العنوان  للنص و حرك
وجداننا  كقراء إليه   ...

سيمفونية

بكل استدعاءات الكلمة الصوتية و التخيلية البصرية
و الإيقاعية و الحركية و البنائية التطورية التى تسير
 إلى  نهاية درامية مفعمة و محتشدة تنهى ( و ربما بقسوة
و حسم ) صراعًا سابقًا و قلقًا تم عرضه فى ثناياها ..

القصة [ مشهد مثالى  و محتشد و مفعم و كامل  ] , و هو
مسقط رأسى من علٍ .. و نظرة طائر يشاهد المأساة
فى جو السماء لما يحدث أسفل بين الأمواج

الشعرية تتراقص شفيفة رقراقة كلحن حزين يتردد
فى خفوت  يليق بهذه السيمفونية العامرة بكل مظاهر
اللوعة و الشجن :

اتجاه الشمس
يعرجُ على موج البَحر
رّؤوس  تَحوم حَول أنفَاسِه الأخِيرة! ما يستحضر على
الفور منظر نهاية فيلم ( تيتانك )  و الناس بين الأمواج
رؤوس صارخة باكية تستقبل الموت فى ملحمة أوبرالية
عظمى و  بألحان سيمفونية ضاجة و زاعقة و صارخة
تصمت تباعًا فى ظلمات الأوقيانوس.



عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini