على الــبـــابِ يا أمَّـــــاهُ شاخَـــت دقـــائِــقِــي
وذابَــت من الـــوَجـــدِ العَــتيـــقِ زنَـــابِـــقِـــي
على الـــبـــابِ جـــاوزتُ المسافـــاتِ كلهــــا
وأفشَــيتُ ما خبَّـــأتُــــهُ من حقـــائِـــقِـــي
على الــبـــابِ يا أمَّـــــاهُ لا زِلـــتُ عـــالِـــقَـــاً
ومـــازلــتُ مخنوقـــاً ومعنَـــايَ خانِــقِــي
على الــبـــابِ يا أمَّـــــاهُ هذي قصـــائـــدي
تلخصُــنــي فيهـــا كــفلــمٍ وثائِــقِـــي
على البــــالِ يا أمَّـــــاهُ أطيَـــافُ ظَــبيَـــةٍ
تُـــراوِدُ أفكاري وتجتـــاحُ خافِــقِـــي
يمانِــيةٌ سمـــراءُ بينــي وبينهـــا
دروبٌ نمَـــت فيهِـــنَّ شتى العَـــوائِــــقِ
على مَــن أُنَـــادي الآن ؟ لا شيءَ هاهُــنـــا
سِـــوَايَ وشيطـــانُ القــوافــي مُــرافِـــقِـــي
أُنَــادي...وفــي حلـــقِ النِّـــداءاتِ غصَّـــةٌ
تُـــوزِّعُ حَــلــوَاهَـــا على كل عـــاشِـــقِ
أُنــــادي..كفى يا تِــيــــهُ شــوقـــاً وغــربــــةً
أعِـــدنِـــي إلى ذاتــي التــي شاءَ خالِـــقِــي
أعِـــدنِـــي إلى الطــفـــلِ الذي كــان فـــي دمـــي
يقـــولُ لأحلامٍ بَـــدا يَـــأسُــهَــا : ثِـــقِـــي
أعِـــدنِـــي إلى أحضـــانِ أمِّـــي لعلــهـــا
تُــــدَاوي جِــراحــاتِـــي، وتــُطفِـــي حَــرائِــقِـــي
أعِـــدنِــي إلى أرضــي على ظهـــرِ غيمـــةٍ
تُــغَـــذِّي طمــوحــاتِــي ، وتحيـــي حدائــقِــي
غَـــريــبٌ أنا والجُـــوعُ دستــورُ غُـــربتِــي
لأنَّ الـــذي يُــعطينِــيَ الخُبــزَ سارقِــــي
صَــرِيــحٌ أنا والأرضُ أنثــىً غَيـــورَةٌ
تثُـــورُ إذا حَـــدَّثتُـهـــا عن سَــوَابِــقِــي
وحيــــدٌ وبـــي هـــذي الجِـــراحَـــاتُ كلُّهـــا
بـــلا رحمَـــةٍ تجثُـــو على أُمِّ عاتِــقِــي
وبـــي صَـــوتُ شيطـــانٍ بلا أيِّ وازِعٍ
يقــــولُ لأحلامــي البَـــرِيـئَــاتِ : نَــافِــقِـــي
وهــذي سِــيَـــاطُ الحُـــزنِ تطــهـــو ملامِــحِــي
ويعـــوي بأسمــاعــي جُــنـــونُ المَطَـــارِقِ
فقيـــرٌ أنا رغـــمَ اخضِـــرارِ قصـــائِـــدي
بَــطِـــيءٌ أنا رغـــمَ الشَّـتَــاتِ المُــلاحِـــقِ
حَنَـــانَيـــكِ يا أُمَّـــــاهُ مــا عُـــدتُّ قـــادِرَاً
على حَمـــلِ أعبَـــاءِ الـــزمـــانِ المُــنَــافِـــقِ
تَــعِـبــتُ ولازالــت دروبــي طويلـــةً
فــهــل تُـبصـــرُ المَـــرســى البعيـــدَ زَوارِقِــي
_لِمـــن تكتُـــبُ الأشعـــارَ ؟ قلبـــي يقـــولُ لــي
سَــأكتُــبُ يا قلبــي لكـــلِّ الخَــلائِـــقِ
سَــأكتُــبُ عن ذاتِـــي ، وعن لَــونِ رحلَــتــي
وعن عِـــفَّـــةِ الـــعـــذرَا ، وطَــيشِ المُـــرَاهِـــقِ
سَــأكتُــبُ للشمــسِ التــي أَنضَـجَــت دمِــي
وأشـــرَحُ للوديــانِ شـــوقَ الشَّــواهِـــقِ
سَــأكتُــبُ لا تسأل لــمــاذا؟ ولا لِــمَــن؟
سَــأكتُــبُ....إنَّ الشِّـعــرَ أُمُّ الخَــوارقِ