» » ترانيم وطن


 حين يكون الحديث عن الوطن وغربة الحنين

يأتي الشعر ليوقظ في النفس شغف الشوق للحظة لقاء بين روابي أنفاس الوطن لحظة إشراق وتوهج


وفي أمسية شعرية وقّادة اجتمع من ربوع سوريا الأم نخبة من شعراء المهجر يحملون معاني وإشارات بين طيات قلوبهم وحركات نبضاتهم قصائد صيغت كالماء السيال


رغم الخراب رغم الفوضى رغم الدمار ينفضون غبار الألم ويملؤون الطرقات بالأمل


كلما تاقت قلوبهم للوطن يقتاتون بالحرف يسكبونه شعرا بهيجاً في أمسية شعرية رائعة


قلوب نابضة بالأمل

مديرة الملتقى الأستاذة  ريما حمود افتتحت الملتقى بكلمتها والتي قالت فيها : 


نحن هنا اليوم لنثبت أننا شعب ينضح بالمثقفين والأدباء والشعراء والعلماء. وأننا وإن سلبت منا الأرض وأريق منا الدم وضاقت علينا الأرض بما رحبت؛ تبقى قلوبنا نابضة بالأمل، وحروفنا مشتعلة بالرجاء والأدب وأرواحنا تهفو للشعر والجمال برغم كل ما حولنا من سواد.


كما أشار الشاعر السوري حسين العبد الله المشرف العام للملتقى في كلمته إلى الإخاء والمحبة ونبذ العنصرية فقال : 


ترسيخًا للهوية والانتماء، نُرنّم على ضفاف جرح الوطن الغالي، ونرفع صوت السوري المحب لوطنه والمعتز به، ونقدم رسالة إخاء مع شعراء أتراك يؤمنون بواجب رفع صوت الوعي والثقافة والأدب في وجه الأصوات التي تتعالى بنعرات كراهية وعنصرية لا تمثل إلا أنفسها ومن يستأجرها.


الكتابة ثروة

وألقى الشاعر  محمد العثمان مدير دار موزاييك للدراسات والنشر  في كلمة له الضوء على معاناة الشاعر العربي، منذ بزوغ الأشعار الأولى في العصر الجاهلي، مع غربة الوطن وارتباطها العضوي بمضامين قصائدهم.


وقال العثمان: "نلتقي تحتَ ظلالِ الكلمة، وباسمِ الوطن في مدينةِ الشعراء مرعش. بعيدون عن أوطانِنا جسدًا.. ملتصقون بها روحًا. طالما عانى الشعراءُ غربةَ الوطنِ منذ امرئِ القيس؛ وحتى بدوي الجبل والجواهري ونزار قباني والكثيرين من الذين كانوا بينهم وجاؤوا بعدهم. كم هي غربة الشعراء قاسية وموجعة".


وقد شارك في الملتقى 16  شاعراً سورياً قدموا من مختلف الولايات التركية و5 من نخبة الشعراء الأتراك بقصائد تشاركوا فيها مشاعر الحزن والشوق والألم، والأمل أيضاً، وعبّروا من خلالها عن كل ما يختلج في نفوس المهجّرين السوريين من هواجس وقلق رافقهم عبر رحلة تهجير ولجوء وصبر تجاوزت عقداً من الزمن.


وشارك في الملتقى أيضا شعراء من العراق وفلسطين ممن يحملون الهواجس والمواجع نفسها.



شعراء سوريا المشاركون في الملتقى


عمر كرنو-  حكمت شافي الأسعد-  مهند حليمة- حسن قنطار-  طالب شنتوت-  حسين الضاهر-  محمد نصيف-  سمير عطية-  عبد القادر عبد اللطيف- مصطفى عبد الفتاح-  ناصر قره أوغلان-  محمد جهاد شيط- محمد ملهم إدريس-  محمد زكريا الحمد- كمال فريح- صلاح الخضر.



بينما ضمت قائمة الشعراء الأتراك:


الشاعرة إنجي أكوموش  Inci okumuş- الشاعر ياسين مرطاش Yasin mortaş- الشاعر عمر يالجي نوفا Ömer yalçınova- الشاعر محمد مرطاش Mehmet mortaş- الشاعر حسين بوراكوس Hüseyin burakus.




من القصائد المشارِكة


الشاعر السوري حكمت شافي الأسعد، ألقى قصيدة قال فيها:


"تسقطُ الآنَ دمعةٌ في القصيدةْ

يسقطُ الصمتُ في القلوبِ الوحيدةْ

مدّدي صوتَكِ الخريفيَّ فوقَ الليلِ

كي تضحكَ البيوتُ البعيدةْ

اَلبيوتُ التي استغاثتْ

وسال الدمُ من عينيها

وصارتْ شهيدةْ

اَلبيوتُ التي أضاءت مفاتيحُ يديها حزنَ البيوتِ الجديدةْ

مدّدي الضوءَ في حقولي

ولا تندهشي إنْ ماتتْ غصوني الولَيدةْ

قتلَ الجندُ شاعراً

ورمَوا في نهرِ صمتٍ بسيطَهُ ومَديدَهْ

قتلَ الجندُ شاعراً ورمَوا جثّتَهُ نَصراً عاجلاً في الجريدةْ"



ومن قصيدة الشاعر مهند حليمة (عودة آدم) 

فلتعذريني ياشآمُ

 إذا أتيتُكِ عاجزاً 

كحروفيَ  المعتلّه

ولتأخذيني من كهوف ِ تغرّبي 

ولتَزرعيني في تُرابكِ أهلَه

خُطواتُ كفّي في القيود ِ 

وصرختي مرهونة ٌ 

لرُوَيبضٍ ومُؤلّه

من أين َ أبدأُ رحلتي؟ 


طرُقاتُ قلبي

لم تعُد للضّائعينَ مَظلّه  

لن تهدأ الثورات ُ في صوتِ الخيول ِ 

تمهّلي

 مازالَ ثَمّةَ صَهلَة


ومن قصيدة الشاعر حسن قنطار "أنا":


في غفوةٍ نتجاذب  الأرواحا

ومن المفاجئ لم أر التفاحا


فشككت بالأفلاك تسرق نورها

وبسطت عيني جيئة ورواحا 


ودحوت أرضي آيتينِ وسكتةً

هيأت قلباً عانق الإصباحا 



عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini