محطات بقلم: رهيف السريحيني

محطات
كل ليلة أسافر إليك ...
أجمع ما استطعت من ذكريات مبعثرة، أوضّب حقائب حنين السنين، و أحمل اسمك بوصلة على خارطة الزمن، أحجز تذكرة على قطار الشوق، لأجلس إلى نافذة الأمل، أبحث عن مكانك في جغرافية قلب بحجم الكون ضاق عن اتساع حبك..
أقطع تلال الوصب و وديان الوجد، أعبر جسور الانكسارات على أنهار الوله ..
تلك المسافات الشاهقة لا تثني  حلمي عن الوصول إليك، تجذبني ذبذبات صوتك في مسمعي، يستدرجني عطرك المنثور بين جوانحي.
أيها اللامنسي ..
حين تخنقني العَبْرةُ غدراً  .. أعلم أنك لست بخير
و يضـيق صدري بغتةً    .. أعلم أنك لست بخير
و يئن قلبي وجعاً .. أعلم أنك لست بخير
ألم يأتكَ كل صباح و مساء همسي ..!؟
لا عجب ..
 فأنا موقنة أنك لست لي، و كل أحلامي المرسومة في مستقبلك لا تعنيك، و كل شطآنك ليست مرافئ سفني المبحرة في عينيك، و كل صهيل حرفي لا مرتع له بين يديك...
ذاك القدر الذي جاء بي متأخراً، أعادني مصلوبة على قائمة الانتظار في محطات الحياة ..

فإن ذات صدفة التقينا اعلم أن للحُبّ بقيّة ...