الاثنين، 3 أكتوبر 2016

لي أرنبان توأمان للشاعر المغربي :أبو فيروز

قصيدة " لي أرنبان توأمان... "

لي أرنبانِ توأمانْ    
وجدتهما يتأملانِ ضَعفَ مسلتي  
خريفانِ يشحذانِ عاصفةٍ  
و ينتحلانِ ِنفاسَ شرفةٍ    
تطل على امرأةٍ تائهةٍ في عطرِها    
في ذهنِها بحارٌ ضاقت بخطوةِ زورق    
لي أرنبانِ توأمانْ  
معي أينما رحلت لا يتعبانْ    
مني ، يبعثرانِ نغم اللونِ    
يقتسمانِ كعكتي و نبيذي    
ودردشةٍ سخيفةٍ عن بدايةِ الكونِ    
وصفقةٍ في دموعِ داليةٍ      
قد يختلفانِ مؤقتا حول نكهةِ الحزنِ    
و جدوى المجازِ في الرسائلِ القصيرةِ    
أُصغي إليهما يوشوشانْ      
مختلفانِ لكن لا يختلفانْ    
بينهما مسافةُ قبلةٍ    
تضيقُ أكثرَ إذا نمتُ يتعانقانْ    
يتحدانِ يبتعدانِ ، ثم يتحدانِ كراقصينِ    
أنا لي أرنبانِ توأمانِ    
أتفقد أحوالَهما    
يسرُدانِ علي أحزانهُما    
يسرقانِ مني حبةِ قمحي كالحمامْ    
ومن رذاذ حلمي لهما جرعتانْ      
يحتسيانِ زبيبَ الأحلامْ      
و يغسلانِ ذنوبَهما بدمعي    
و يسرقانِ مني عرقَ الغمامْ    
على جدارِ الغروبِ لوحتانْ  
على صدري ، وجدتهما في نفسِ المكانْ  
لي أرنبانِ توأمانْ    
تأملتُهما هما هما و نزقُ الطفولةِ لا يختلفانْ      
ألذي في اليمينِ مجردُ دعابةْ    
و شعارُ اليسارِ خمرةٌ تلهث خلفَ سحابةْ    
سألتُ امرأة تتأهبُ كي تغير ملامحَ ضحكتِها    
قلت أين أجد لشتائي معطفا    
قالت و ما شأني أنا ...!    
قلت أبحث عن  قصيدةٍ تباغتني        
تملأني عن آخري و تفرغني    
لها سجايا زرقتي      
لها غموضُ السفرْ  
قالت ، أنا لستُ رغيفا لأكون خصمكْ    
و لا كمنجةً تحلبُ من عمرِها  غيمةً    
لكن رأيتُ أجنحةَ الفراشاتِ تحترقْ    
سألتها هل من امرأةٍ تدلني عليّ      
تعيد النظرَ في وسائلِ موتي    
فأهديها حكمةَ السنديانْ  
قالت ماحاجتكْ ...!    
قلت أرسمُ مملكةً    
قالت المملكةُ تحتاج الى شهودْ  
قلتُ أنا و هي يكفي    
قالت ستحتاجُ الى جنودْ    
قلت ما حاجتي إليها    
أنا وحيدٌ في حلمي    
قالت والحدودْ ...!    
قلت إذا كانت    
سأزرع حول رمشِها ورودْ    
قالت ستحتاجُ إلى شعبْ    
قلت وحدها حبيبتي شعبْ    
إمتدت أصابعُها إلى شفتي ، قبلَتها    
قالت للذي على اليمينِ قطيعُ سنونواتٍ    
بنت سلما لأحلامها من جلدِ ظلالكْ    
قلتُ للذي على اليسار كذلكْ      
قالت للذي على اليمين خرافة    
تأكل من كعكة خيالكْ    
قلت للذي على اليسار كذلكْ    
قالت للذي على اليمين حانةٌ    
و ليل يتغدى ريعهُ من خبزِ جبالكْ    
قلت للذي على اليسار كذلكْ    
قالت للذي على اليمين كمانٌ نرجسي    
إذا مسكَ فحيح جرحهِ تلاشيتَ فيه كأنك منهُ    
فتأخذكَ منه شرارةٌ لها صفاتٌ من هلالكْ    
قلت للذي على اليسار كذلكْ    
هما أرنبانِ توأمانْ    
يحتسيانِ نبيذَ عمري    
يأكلانِ من طفولتي و يكبرانْ    
كل يوم يكبران
و يملآن كأسي بالكلامْ    
و أنا كل يوم تفضحُ ضحكتي دمعتانْ .

الشاعر أحمد بوحويطا أبو فيروز
         % المغرب %
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini