الاثنين، 7 نوفمبر 2016

إشعار- بقلم- ناجي لبدة

قبلَ وفاته بليلةٍ واحدة، تعثّرتُ به في رصيفِ المصادفات، كانَ ملتفًا بعباءةٍ سوداء، وبيده المتأرجحة كِساءٌ فارغٌ لونُه. توازى عبوسُه بابتسامتي، واكفهرارُ سُحنته بدهشةِ ثرثرتي، والسؤالُ ينتصبُ كرمحٍ مسنون خارجَ جُعبةِ التسديد. -ما بيمينك؟ والتفرّسُ يغزو صبري المُشتعل. - هوَ كفَنُكَ جِيتُكَ به، عسى المقاسُ يأبى التشذيب! - بغمرةِ المُدّ العاضد، والعزاءُ يهيمُ كطيورٍ محلّقة؛ تلبّستُ الأبيضَ؛ والصباحُ وَقور. انتبهتُ من ميتتي المتكررة، مزّقتُ أحزاني اللصيقة، أفرزتُ عُروقي الثّبِجة؛ كمّدني الصوتُ، كدَمني الشَهقُ؛ جلوتُ باصرتي، تحسّستُ بردًا يتزمّل، تلّمظتني قُشعريرة، أراني محمولاً؛ وتصهل الشمس.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini