الجمعة، 18 أغسطس 2017

درّٙةُ البلدان.. بقلم الشاعرة صافي الأحمد

دُرّةُ البُلدان
--------------
لــي فـي الـفؤاد هـوى لـلشام يـنتسبُ
مــــا إن ذكــرتـكِ يـافـيـحاءُ أنـتـحِـبُ

ألـمـلـمُ الــروحَ فــي غـابـاتِ أخـيـلتي
والـقلبُ فـي شـغفٍ يـدمى ويضطَربُ

يـامـوكِـبَ الـصّـوَرِ الـسـاري بـذاكـرتي
مــهــلاً روَيــــدكَ فــالأشـواقُ تـلـتـهِبُ

كَــفَـاكَ فـــي عــجَـلٍ تــأتـي فـتـؤلمُني
أبــطِـئ تـــرَأّف فـقـد أعـيـانِيَ الـتّـعَبُ

شـوقـي سـجـالٌ وفـي الـعينين أكـتبهُ
دمـعـاً تـهـاوى عـلـى الـخدّينِ يـنصلبُ

مــا فــي الـفـراقِ لـنـا حُـكْـمٌ، فـنـبطلَه
هــذا الـنـوى قــدَرٌ يـأسَـى لـه الـعَجبُ

الله يـــعـــلــمُ أنّ الـــبــعــدَ أرّقــــنـــي
بـعـضي عـلـى بِـضَـعي لـهفانَ يـنتحِبُ

تــقــويـم غــربـتـنـا أوراقُـــــه مِـــــزَقٌ
مـن عـمرنا في غيابِ العدلِ قد سلبوا

هــل يُـهجرُ الـحُبُّ والأشـواقُ جـذوتُهُ
فـي الـصبح نُـخمدُها بالليل تلتهبُ ؟!!

يــا (شــامُ) يــا جـنّـةً، هـامَ الأنـامُ بـها
لــــو أن حــبَّـك نـــارٌ إنــنـي الـحـطـبُ

يــا شــام يــا درة الـبـلدان فـي نـظري
لــــو أنّ حــبّـكِ إثـــمٌ، جـــازَ يُـرتـكـبُ

مـــن مــثـل (شـامـتِـنا)حيطانُها دُثُـــرٌ
لـلـرّوحِ إذ قُـرِعَـت أجـراسُـها الـنُّـوَبُ !

حـاراتُـهـا ارتـسـمـتْ بـالـياسمين..شدا
فـيها الـحمامُ.. فـآخى عـطرَها الطربُ

رفـاقُ مـدرستي.. صَـحبي ..وقبرُ أبي
فـي عـمقِ أوردتـي ، باقون ما اغتربوا

كـيوسُفَ الـمُبْتَلى يـا (شـامُ) لـن تَهِني
مـهـمـا رمَـتـكِ بـقـاعِ الـحُـلكةِ الـكُـربُ

لــيـت الـمـنـيةَ يـــا فـيـحـاءُ تـدركُـنـي
وا خـجلتَاه فـما عـندي سـوى الخُطبُ

شحَّ الكرامُ وأحفاد الأباة قَضَوا
مــن ذا يـعـتّقُ نـخـبَ الـنّصرِ يـا عـنبُ

ومـن سـيحمي حِـماكِ الـيومَ يـا شرفاً
في حضن خصمكِ ها قد نامت العَربُ

يـا (شـام) يا مُنيتي إن عدتُ في كفنٍ
تــقـبّـلـي عــاشـقـاً ، لــقـيـاكِ يــرتـقـبُ

فـلـيحملِ الـمـوتُ روحـي نـحو بـارئِها
ولـتُسكِنِ الـجسمَ فـي أحضانها التُّرَبُ
.......
صافي الأحمد

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini