دَنَوْتُ وَلَمْ
يُبَادِلْنِي اقْتِرَابَا ... وَأَسْدَلَ دُونَ مَغْنَاهُ الْحِجَابَا
وَأَدْرَكْتُ
الرَّبِيعَ عَلَى سَنَاهُ ... فَعَادَ عَلَيَّ مِنْ عَبَسٍ يَبَابَا
وَقَطَّبَ قَلْبَ
قَالٍ فِي جَفَاءٍ ... وَأَكْمَلَ فِي مُنَابَذَتِي النِّصَابَا
فَلاَ
تَسْتَفْسِرُوا أَبَداً فُؤَادِي ... فَمَا يَسْطِيعُ مُحْتَضَرٌ جَوَابَا
وَمَا تُجْدِي
لَعَلَّ وَفِي لِسَانِي ... قُرَابُ التَّلِّ رَمْلاً أَوْ تُرَابَا
وَأَيْنَ جَمَالُ
مَنْ أَهْوَى وَعَيْنِي ... رَمَاهَا الْحِبُّ أَرْتَالاً حِرَابَا؟
حَوَادِثُ كَابِرِ
الشُّعَرَاءِ حَرْفٌ ... وَإِنَّ حَوَادِثِي فَاقَتْ كِتَابَا
وَلَسْتُ
بِسَائِلٍ عَنِّي جَنَانِي ... لَقَدْ ثَقَّبْتُ بِالشَّكْوَى الْجِرَابَا
وَدَمْعِي إِنْ
يَشَأْ رَدّاً حَسِيرٌ ... كَلِيلٌ بَعْدَ أَنْ كَانَ الْعُبَابَا
وَمَا بَيْنَ
الضُّلُوعِ سِوَى حُشَاشٍ ... تُرَجِّي فِي بَقِيَّتِهَا الْمَثَابَا
وَشَابَ
لِشَيْبَتِي حَلَكُ اللَّيَالِي ... وَلاَ تَعْجَبْ إِذَا مَا اللَّيْلُ شَابَا
فَلَيْسَ
بِنَائِحٍ بَعْدِي قَتِيلاً ... وَلَيْسَ بِثَاكِلٍ بَعْدِي نَسِيبَا
تَسَرَّبَ فِي
دَمِي الْهَذَيَانُ حَتَّى ... زِمَامُ الْعَقْلِ فِي الْهَذَيَانِ ذَابَا
فَإِنْ تَجِدُوا
الْغَرَابَةَ فِي هُيَامِي ... فَلاَ تُورُوا جُنُونَ فَمِي اغْتِرَابَا
هَوَتْ قَبْلِي "قُلُوبٌ
مِنْ حَدِيدٍ" ... غَدَتْ فِي عِشْقِ كَابِرِنَا سَرَابَا
وَ"مَا
حَمَلَتْ"، وَمَوْلاَهَا أَمِيرٌ ... تَخِرُّ لَهُ قَوَافِيهِ، "الْعَذَابَا"
وَلُومُوا مَنْ
يُوَاطِئُهُ شَهِيقِي ... فَيَصْنَعُ فِي الزَّفِيرِ بِيَ الْعُجَابَا
يُلَقِّنُنِي
الشَّهَادَةَ فِي احْتِضَارٍ ... وَيُوصِدُ دُونَ نَابِ الْمَوْتِ بَابَا
وَيُطْعِمُنِي
نَسِيمَ الْقُرْبِ صُبْحاً ... وَبَعْدَ الْعَصْرِ يَغْرِزُ فِيَّ نَابَا
أَقِبْلَةَ
رُوحِيَ الزَّهْرَاءَ فِيضِي ... عَلَى وَجْدِي ثَوَاباً أَوْ عِقَابَا
فَمَا أَنْفَكُّ
فِي الْمِحْرَابِ أَرْوِي ... بِتَرْتِيلِي الْمَجَرَّةَ وَالتُّرَابَا
لِأُشْهِدَ
فَاقَتِي فِي الْعِشْقِ أَرْضاً ... وَأُشْهِدَ فِي السَّمَاوَاتِ الْقِبَابَا