هوِّنْ عليكَ أليس ثمَّ بديلُ؟!
فهناك شيءٌ في الحياة جميلُ
.
هوّنْ عليك فدمعُ قلبك فوقَه
ربُّ بصير بالقلوب، جليلُ
.
واصبر، فتصبيرُ النفوس ثباتُها
إذ إنّ أقدار الزمان تُميلُ
.
وتعهدنْ صحراءَ روحك بالرضا
يُظللْك من حرِّ الشجون نخيلُ
.
يا محورَ الأيام أنت مدارُها
ووراءك الدنيا وأنت دليلُ
.
يا ممسكَ الأشياءِ من أنصافها
أفلتْ ودعها كالمياه تسيلُ
.
أدركْ بأن الأمر خيرٌ كلُّه
لكنّ إدراك العقول ضئيلُ
.
وإذا جريتَ وراء أمر لم يكن
لك، فاعلمنْ أن العناء طويلُ
.
فمن ازدراك فنفسه ما يزدري
ومن اصطفاك ففي الفؤاد نزيلُ
.
وإذا فقدتَ من الحياة أحبةً
قل إنما كُنهُ الحياة رحيلُ
.
وإذا الرجاءُ استحكمتكَ جنودُه
فاسلك ففيه إلى المراد سبيلُ
.
شكرا لمن زرع النجوم بدربنا
ولمن رمانا، فالزمان كفيلُ
.
شكرا لمن صانوا وفاء قلوبنا
فهمُ _إذا كثر الرُّعاعُ_ قليلُ
.
ما دام نور الله فيكَ فلن ترى
شيئاً سيحجُب نورَه التضليلُ
.
هذا سراجُ الشعر آنَ أوانه
ما عاد زيت يرتجيه فتيلُ
.
أسرجتُ للكلمات خيلَ هواجسي
حتى تحمحمَ في الحروف صهيلُ
.
قلبي عليكَ وإن عمرَك بعضُه
حلمٌ، وكلُّ جماله تأويلُ..
.
.