وإذا دعوتَ فكنْ لهُ متضرِّعاً
واجعلْ دعاءَكَ خُفيَةً في كُرْبَتِكْ
وإذا أتيتَ فجئْ بقلبٍ مُفعَمٍ
شوقاً وقلْ إني رهينُ محبّتِكْ
رباهُ إني قد أتيتك راجياً
زدني تُقىً علِّي أفوز بخشيتكْ
أنْعِمْ عَلَيَّ فلا تكِلْني لحظةً
إلا إليك ورضّني بعطيّتكْ
واغفرْ لنا وَلِوالدينا ربَّنا
وامنُنْ عليهمْ يا كريمُ بجنتكْ
******
ولئنْ كَبَوْتَ فلا تُسَلّمْ يائساً
ضمّدْ جراحَكَ ولتَقُمْ مِنْ كَبْوَتِكْ
ولئن غَنيتَ فلا تُصعّرْ صَفحةً
عُجْباً وكِبْراً واقتصدْ في مِشيَتِكْ
وإذا رُزقْتَ محبةً من خَلْقهِ
فاشكر لربّكَ من خلالِ صنيعتكْ
وازهدْ بما عند الأنام فإنهُ
دينٌ ثقيلٌ جاثمٌ في ذمّتِكْ
ولقد علمت بأنّ (عزّكَ ميِّتٌ)
إمّا استعَنتَ بظالمٍ في رِفعَتِكْ
فإذا مضيتَ -ولا محالةَ راحلٌ-
فاتركْ وراءَكَ تُحفةً من سيرتكْ
أسأل الله الكريم الحليم حسن الختام.