الجمعة، 1 يناير 2021

التمثال الحزين/ بقلم /يسرى الحايك- سورية


  

أنا امرأة من خشب .. أذكر عندما كنت قطعة خشبية لا قيمة لها إلا في مواقد النار ..اختارني فنان من بين كثير من القطع الخشبية .. رمى بأخوتي القطع في موقده ..بينما تركني جانباً..أرى وهج النار و أسمع نحيب أخوتي و هنّ يحترقن لينعم هو بالدفء .. كنا أغصان لشجرة شاخت في غابة بعيدة .. عاد الفنان و تأمّلني و حملني بين يديه ..و أحضر سكينه الحادة و بدأ بتشكيلي و حفر تفاصيلي كأبهى ما تكون..كم تألمت !!.. كم نزفت دماً لم يره هو.. لأصبح بين يديه امرأة من خشب .. روحها النار المختبئة داخلها ..و عودها الخشب الصلب..

أصبحت تمثالاً من خشب جامداً لا يحس ..أقبع على رفّ مهمل ..يكللني الغبار والضجر 

أحيانا يراودني حلم غريب ..أرى نفسي غصناً وارفاً من شجرة كبيرة .. أراقب نفسي و أنا أنمو .. و أرى براعم صغيرة تتفتح من حولي ..و أورق .. وأورق .. والريح تداعب أوراقي الجديدة .. وفرح غامر بالحياة يسكرني !!

و أصحو لأجدني على ذات الرف ..وأتذكر أني كنت ذلك الغصن ..في تلك الغابة البعيدة البعيدة .

التوقيع :امرأة من خشب


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini