الأربعاء، 6 يناير 2021

اليقطينة الزرقاء /بقلم- أميرة ياسين

 




اليقطينة الزرقاء
یحكى أن یقطینة صغیرة كانت تعیش في مزرعة یملكها رجل طیب یدعى " العم مجید ". كانت الیقطینة الصغیرة مستاءة من مظهرها، وتتذمر من شكلها ولونها باستمرار ودائما تقول انا كالبلون ولوني كئيب.

فقررت في أحد الأیام أن تنطلق في رحلة عبر المزرعة، لتبحث عن لون وشكل جمیلین یدخلان علیها البهجة والسرور.
فجمعت أغراضها... وحملت حقیبتها وسارت ...
التقت الیقطینة بفراولة حمراء أنیقة... فبادلتها التحیة وقالت لها : - أنت أیتها الفراولة الحمراء اللطیفة ..المتدللة بلونك وشكلك .. تلونین المشروبات وتزینین
الكعكات .. یعشقك الكبار والصغار .. أرید أن أصیر مثلك.
فأجابتها الفراولة :
- لكني سریعة التلف وعمري قصیر، وقد یتحسس مني الصغار. وأنت مفضلة لدى الأمهات لقیمتك الغذائیة العالیة، كما أن لونك الذهبي یذكر بلون غروب الشمس الجمیل.
لم تقتنع الیقطینة بكلام الفراولة، وظنت أنها تهزأ بها.
فقررت متابعة رحلتها، فحملت حقیبتها وسارت...
جلست الیقطینة تستریح عند النهر، فشاهدت موزة صفراء تسبح في الماء، وترطب قشرتها من حرارة الشمس، فأعجبت بقوامها الممشوق ولونها البهي، فبادلتها التحیة وقالت لها :
- أنت أیتها الموزة الرشیقة الشهیة ... لونك براق جمیل ... وشكلك لطیف نحیل ... وطعمك یحبه الجمیع ... أرید أن أصیر مثلك !
فأجابتها الموزة: - لكني لا أتحمل الحرارة، وقشرتي تسود بسرعة ... أتمنى لو أن لدي قشرة صلبة تحمیني من
الحرارة والتلف مثلك !
فكرت الیقطینة في كلام الموزة ملیا، وتذكرت أن لدیها مزایا لا یملكها الآخرون، لكنها لا تزال غیر مقتنعة بمظهرها.
فقررت متابعة رحلتها...
فحملت حقیبتها وسارت...
تعبت الیقطینة من المشي، فاستلقت على الأرض المزهرة، وراحت تتأمل في زرقة السماء ولونها الجمیل.
أحبت الیقطینة لون السماء كثیرا، فهو یشعرها بالبهجة والنشاط، وتوقعت أن الجمیع سیحبونها ویفرحون برؤیتها إن هي اصطبغت بلون السماء، فأخرجت علبة الألوان من حقیبتها، وصبغت نفسها بلون أزرق سماوي، ثم أعادت العلبة إلى الحقیبة، وحملتها بخفة وسرور عائدة إلى منزلها.
اقتربت الیقطینة من المنزل، فرأت رفیقاتها الصغیرات یلعبن ویمرحن، فتوجهت إلیهن لتشاركهن اللعب، وما إن رأینها حتى أسرعن بالهروب وهن یصرخن :
- یقطینة متعفنة ! ستصیبنا بالعدوى !
حزنت الیقطینة كثیرا، وجلست وحیدة تبكي. كان " العم مجید " قریبا منها، فتوجه نحوها وخاطبها بحنو :
- إنني أرغب في تحضیر حساء الیقطین اللذیذ الدافئ، هل لا یزال طعم الیقطینة الجمیلة شهیا كما عهدته یا ترى؟
ابتسمت الیقطینة، فحملها " العم مجید " بین یدیه، لیغسل عنها الأصباغ وهو یقول : - لقد خلقنا الله وأعطى لكل واحد منها نصیبه من الجمال، وعلینا أن نرضى بما قسمه االله لنا، وأن
نبحث عن نوع الجمال الذي حبانا الله تعالى به. 
إن قیمتنا الحقیقیة یا صغیرتي الجمیلة تكمن في داخلنا، وفیما نتمیز به، وما نستطیع أن نقدمه للآخرین.


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini