الجمعة، 19 فبراير 2021

ليلة مقمرة _بقلم_ هدى إبراهيم أمون


وتأملت شراعك 

في الليل يسافر

مثل عمري في مهب الريح يجري

يعزف الرتم الحزين

 لليالي

يحيي هاتيك العهود 

تصدح النغمات

 في تيه المساء

توقظ أشباح الحنين

تشرع الأفق 

من عمق الجدار

وتطوي شطآن غربتي

 مخترقًة سرب النوارس 

وسقف سفينة

 يعلو لآفاق السماء 

ويعانق

 ندف الغيم البعيدة

قرب وجه

 كاد يحجبه الظلام

أرضى كفّ الغيم 

قطراتي العنيدة

استخرج الأشواق 

من نحر القصيدة 

دندن الحبّ

 ترانيمي الحزينة

وبكى الغيم

 وأخفاني المدى

 وشدا الضوء البعيد

شرفتي بحرية 

الأحلام والأحزان

تأتي أنجم الليل 

إلى كأسي 

حين يقهرني الظلام 

يتسلل قمر وردي 

وينزع أسلاكهم الشائكة

 عن جسد جرأتي

يحرسني ناسيًا النوم 

في حضن السكون

يرتشف قهوته معي

وتشعّ من عينيّ أنوار الوجود

تنهار أساطير الرهبة

التي اختبأت في تخوم الليل 

حلّقت فوق متن المراكب القديمة الغارقة

 في العمق الرهيب

واستمر غموضها يلد الإثارة والسؤال

والدفء في نبضي

 يتجاهل التيه الغريب 

والبرد والعتمة

وأجوب في مدى عينيك 

حيث الحب والألفة 

وطني

فيك يأتلق الضياء حين تخبو القناديل كلّها

وحدك تبقى في ركني الصغير

ومكمني المنسي في عمق الزمان

توقظ فيه حبّي للأنام 

وتشعل ثورتي فوق أصفاد أرواح تأبى الموت الزاحف 

وهي ظمأى للحياة

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini