وتأملت شراعك
في الليل يسافر
مثل عمري في مهب الريح يجري
يعزف الرتم الحزين
لليالي
يحيي هاتيك العهود
تصدح النغمات
في تيه المساء
توقظ أشباح الحنين
تشرع الأفق
من عمق الجدار
وتطوي شطآن غربتي
مخترقًة سرب النوارس
وسقف سفينة
يعلو لآفاق السماء
ويعانق
ندف الغيم البعيدة
قرب وجه
كاد يحجبه الظلام
أرضى كفّ الغيم
قطراتي العنيدة
استخرج الأشواق
من نحر القصيدة
دندن الحبّ
ترانيمي الحزينة
وبكى الغيم
وأخفاني المدى
وشدا الضوء البعيد
شرفتي بحرية
الأحلام والأحزان
تأتي أنجم الليل
إلى كأسي
حين يقهرني الظلام
يتسلل قمر وردي
وينزع أسلاكهم الشائكة
عن جسد جرأتي
يحرسني ناسيًا النوم
في حضن السكون
يرتشف قهوته معي
وتشعّ من عينيّ أنوار الوجود
تنهار أساطير الرهبة
التي اختبأت في تخوم الليل
حلّقت فوق متن المراكب القديمة الغارقة
في العمق الرهيب
واستمر غموضها يلد الإثارة والسؤال
والدفء في نبضي
يتجاهل التيه الغريب
والبرد والعتمة
وأجوب في مدى عينيك
حيث الحب والألفة
وطني
فيك يأتلق الضياء حين تخبو القناديل كلّها
وحدك تبقى في ركني الصغير
ومكمني المنسي في عمق الزمان
توقظ فيه حبّي للأنام
وتشعل ثورتي فوق أصفاد أرواح تأبى الموت الزاحف
وهي ظمأى للحياة