أمامي زنازينٌ وخلفي خناجِرُ
وفي الصّدرِ قلبٌ لايزالُ يُغامِرُ
وفي النّبضِ شوقٌ فرّ من وكَنَاتهِ
كما فرّ نَزفٌ من جِراحٍ تُكابِرُ
وفي الرّوحِ نايٌ بالحنينِ مُعذّبٌ
وفي العينِ منفىً لا يزالُ يُقامِرُ
........
وقَفتُ على خطّ الحدودِ مُلوّحاً
وما من مُجيبٍ هل تجيبُ مقابِرُ؟
نظَرتُ بِقُربي غرفةٌ بعدَ حاجِز ٍ
وصوتٌ قويٌّ غادروا لِتُغادرُوا
لماذا ؟ ويحتدُّ السؤالُ كشاهدٍ
بأنّي على عهدي و حُبّيَ طَاهِرُ
أجابَت وريحُ البُعدِ تنخر ُ أضلعي
لأنّكَ ياهذا جميلٌ وثائِرُ
..............
أمَا زلتِ تَهوَينَ العبورَ بِزورقي
تعالي كبَحرٍ إنّني بكِ عابِرُ
أمَا زلتِ تخشَينَ الخريفَ على فمِي
تعالَي كَغيمٍ إنّني بك ماطِرُ
تعالَي لأنّ الحبّ بعضُ سلاحِنا
بهِ تحتمي أرواحُنا وتُناورُ
ولا تنقذيني إن خسِرتُ ذخيرتي
فقط عانقيني إنّني لكِ شاكِرُ
...............
تقولُ الرّواياتُ التي كَبُرَت بِنا
سنعرى شَتاتا ً والشّتاتُ سَماسِرُ
نُبَاعُ ونُشرَى عِندَ كُلّ وقيعةٍ
ونحنُ سُكارَى نحتسي ونُكَابِرُ
فلا أنتَ مقتولٌ ولا أنا قاتلٌ
كلانا قتيلٌ هكذا قالَ تاجِرُ
فمن لم يَمُت بالسّيفِ ماتَ بقَهرِهِ
ومن لم يمُت بالجّوعِ ربُّكَ ساتِرُ
تعالَي فما بالعُمرِ بعدُ بقيّةٌ
وليسَ يردُّ العُمرَ شِعرٌ وشاعرُ