.........
خَلِّ الدّيارَ إذا غَرِقتَ بجَهلِها
واقلَع جذوركَ إن عطِشتَ بسَهلِها
واسمع نصيحةَ شاعرٍ مُتمَرّدٍ
لاخيرَ في عيشِ الكِرامِ بِذُلّها
أنا يا وِدادُ
كما علِمتِ فإنّني
هيّأتُ نفسي كي أقومَ بِقَتلِها
حاولتُ
لكن ما استطعتُ
وخانني
قلمي الذي شَرِبَ النّدى من فُلّها
إن لم تُثِر بالشّعرِ عاصِفةً فدَع
تلكَ الخيولَ الجّامحاتِ لأَهلِها
موتانِ في الشّامِ العظيمةِ
فاقتَحِم أحلاهُما
لا تُخدَعَنّ بِعَدلِها
ستموتُ شوقاً
إن رحَلتَ مُفارِقاً
وتموتُ جوعاً
إن بقيتَ بِظِلّها
قد غادرَ المجدُ التّليدُ سفوحَها
من بعدِ ماعاثَ المغولُ بِسَهلِها
وقطيعُ هولاكو تكَالبَ حِقدُه
فنَأَت دمشقُ عن العيونِ بحِملِها
أنا لن أطيلَ قصيدتي
لكَأنّها
عرجاءَ تمشي
إن أطَلتُ بِرَحلِها
لكنّني مُتَفَرّقٌ
علّي إذا
مابُحتُ
يجمَعني الحنينُ بِ عَلِّها
مشتاقةٌ للشّامِ كلّ جوارحي
للياسمينِ المنتشي من دِلّها
للتينِ
للزّيتونِ
للجبلِ الّذي
مازال يصطادُ النّجومَ بِمِيلِها
ولِكُحلِها الممشوقِ ليلَ صبابةٍ
حطّمت أنفَ النائباتِ بكُحلِها
ولِبَحرِها الممدودِ سربَ نوارسٍ
مازالَ خِلخالاً يطوفُ برِجلِها
كُلُّ البلادِ قصِيدُها من لؤلؤٍ
والشامُ أُمٌّ للقصائدِ كُلِّها