هي هكذا – بقلم الشاعر- عبد الرحمن الشيخ ديب

 هي هكذا
دربٌ طويلٌ
ليسَ سهلًا
ليسَ محفوفًا بوردٍ
 لا ارتياحْ

تجتاحُكَ النَّكباتُ
لا تُحصى
وتعثو
كلَّما استنجدتَ
 أشقاكَ اجتياحْ

وتسيرُ وحدكَ
لستَ تدري
هل ستقضي
في سوادِ اللَّيلِ
 أم يُنجي الصَّباحْ

وتسيرُ ثُمَّ تسيرُ
لا كَتِفًا
ولا ظَهرًا
ولا عَضُدًا يُشَدُّ
 ولا سلاحْ

هي هكذا
كهفٌ عظيمٌ مظلمٌ
ووُلوجُهُ حَتْمٌ
 ولا يُجدِي النُّوَاحْ

وعواصفٌ لا تنتهي
يا كيفَ تأمنُ
في العَراءِ
 إذا تعاظَمَتِ الرِّياحْ؟!

ومعاركٌ لا تنتهي
والخَصمُ أنتَ
أَكُنتَ نِدًّا
 أم ضعيفًا .. لا جُنَاحْ

غَرَضُ الرِّماحِ
أَتَتْ إليكَ
تَهافَتَتْ
وتكاثَرَتْ
في عُقْبِهَا
 سُلَّتْ رِماحْ

وتسيرُ وحدكَ
مُثخَنًا
ومُضرَّجًا
ومُجَرَّحًا
 لا شَخصَ يَعْبَأُ بالجِراحْ

قد مَرَّ مَن أوليتَهُ
ظهرًا لِيَسنُدَهُ
 فَأنقَضَهُ بِسَهمٍ .. ثُمَّ راحْ

وبَقِيتَ في
دربٍ طويلٍ
ليسَ سهلًا
ليسَ محفوفًا بوردٍ
 لا ارتياحْ