» » أخر الفرسان بقلم : الشاعر د. حسنين غازي

قصيدة (آخر الفرسان)شاعر العراق دكتور حسنين غازي

إنَّ الخُـيـُوْلَ تَـتُوْقُ للـفُـرْسَـانِ
فاسْرِجْ خَيَـالَكَ فَارِسَ المـَيْدَانِ
إنَّ الأسُوْدَ تَغِيرُ وَهِي جَرِيْحَةٌ
وَأَنَا سَبَـقـْـتـُكَ وَاقِـفَا بِـمَـكـَانِي
إنَّ القَصَائِدَ بِالجِرَاحِ تَضَمَخَتْ
وَتَذَوْبُ فِي لُبِّ الجَوَى أحْزَانِي
انَا لوْ كَتَبْتُ الشِّعْرَ لَهْفَةُ عَاشِقٍ
تُحِي القَـتـِيْلَ عُـذُوْبَـةُ الألْحَانِ
هَبْ لِي أَنَا تَمُّوْزُ مَاتَ بِحُزْنِهِ
عِشْتَارُهُ مَاتَتْ وَلَسـْتُ الجَانِي
مِن سِفْرِ آشُوْر العَصِّي مَلاحِمٌ
أرَّخْـتُ فِيْـهِ لِمَـوْطِنِي عُـنْوَانِي
وَأرَى بِسُوْمَرَ أرْضَها مَنْحُوْتَتِي
أوْلَى الحُرُوْفِ مُـعَـلِّمَ الاكْـوَانِ
أنَا مَنْ لَدَيَّ الشِّعْرُ خُطْوَةَ سَابِحٍ
بِالكَادِ يَسـْبـِقُـهُ صَـلِـيْـلُ عَـنَانِي
انَا يَاعِرَاقُ أهِـيْمُ فِيْـكَ تَوَجُّـعَا
أتَرَى الدُّمُوْعَ تَسِيْلُ مِنْ دِيْوَانِي
العَابِرُوْنَ عَلى العُصُوْرِ تَلَمَّسُوْا
أنَّ العِـرَاقَ قَـصِيـْدَةُ الرَّحْـمـَنِ
فِي كُلِّ شَئٍ فِيْكَ بَعْضُ رُجُوْلَتِي
فِي الرَّافِــدَيْنِ وَقِبــْلَةِ الإيْـمَانِ
إنَّ القَصَائِدَ وَالجَـحَافِلَ أيْنَعَتْ
وَيَفُوْحُ هالُ المِسْكِ قَبْلَ أَوَانِ
يَامُـنـْقِذَ الايْتَامِ حَطَّمْ صَـمـْتَهُمْ
هَابُوْا بِصَمْتِكَ مَا يَزُخُّ لِسَانِي
إنَّ النَّوَازِلَ عَشْعَشَتْ فِي أُمَةٍ
كَانَتْ هِي الابْهَى بِكُلِّ زَمَانِ
يَاصَانعَ الكَلمَاتِ حَرِّرْ ثَوْرَتِي
حَتَّى تَصُوْلَ كَصَوْلَةِ البُرْكَانِ
إنَّ الخُيُوْلَ إذَا التَقَتْ بِصُدُوْرِهَا
لمْ يَنْجُ غَيْرَ الفَارِسِ العَـدْنَانِي
يَاسَيْدَ الشُّجْعَانِ فِيْـكَ نُبُوْءَتِي
بَطَلُ العُصُوْرِ تَثُوْرُ حِيْنَ تُعُانِي
كَانَ الرِّجَالُ مَعَـادِنَ ياسَـيِّدِي
وَجُبِلْتَ مِنْ وَرْدٍ وَمِنْ صُوَّانِ
ضِدَّانِ فِـيـْكَ اللهُ جَـمَّعَ شَمْلَهُمْ
صَـبْرُ الحَـدِيْدِ وَرِقَّةُ الشُـطـْآنِ
وَأرَاكَ تَلْـتَقـِفُ اليَـتِـيْمَ تَـبَرُكَا
بِمُرُؤَةٍ غَطَّـتْ عَلى الحِرْمَانِ
يَاصَانِعَ الكَلِمَاتِ أبْصِرْخَطْوَنَا
تَسْعَى الـيْـكَ كَأنَّـهُـنَ غَـوَانِي
اليَوْمَ افْرَغَتْ الجَحِيْمُ سَعِيْرَهَا
فَوْقَ العِرَاقِ خِلَافَةَ السُـلْطَانِ!
وَبَقِيـْنَ أثَـارٌ وَبَعْـضُ عَـجَائِزَ
للهِ تَصْـرُخُ يَـالَ هَـوْلِ زَمَانِي
جَاءُوْا عَلَيْنَا كَالجَرَادِ تَجَمَّعُوْا
وكَأنَّ أشْرَفَهُمْ خُـلُوْفَ ظِـعَانِ
الدَّهْرُ نَفْسُ الدَّهْرِ عَادَ مُكَرَّرٌ
المَارقُوْنَ وَبِضـْعَةُ الشـَّيْطَانِ
يَاوَاصِلَ الأرْحَامِ صَمْتُكَ مَوْقِفٌ
فَانْطُقْ لِيخْرُسَ صَارِمٌ بِبَيَانِي
اللهُ يَدْرِي مَايُحَاكُ بِمَـوْطِنِي
أسَدٌ جَرِيْحُ بِسـَاحَةِ الضِـبْعَانِ
الـلـهُ ..ياالـلـهُ.. انْـقـِذْ أًمَّــةً
لـِلآنَ صَلَّـتْ بَعْـدَ كُـلِّ اذَانِ
إنَّ الاسُوْدَ إذَا رَأَتْ ذَا عِلَةٍ
تَحْنـُوْ عَلَيْهِ سَجـِيَّةَ الشُـجْعَانِ
والمُخْجِلاتُ مِنَ المَوَاقِفِ أنْ تَرَى
ابـنَ الجَـبـَانِ يَـلـوْذُ عِنْدَ جَبَانِ
ياسَيّدِي ماتَتْ جَمِيْعُ اصَابِعِي
فَكَتـَبْتُ شِعْرَا عَـاثَ بِالاوْزِانِ
وَكَتَبْتُ مَعْنَى الجُرْحِ أنَّكَ تَلتَقِي
خِلّـيْـنِ اشْرَفَهـُمْ يَـبـِـيْعُ الثَّـانِـي
الخيلُ حُزْنُ الّليْلِ سِفرُ ملاحمٍ
مَوْتٌ يَسُوْقُ النَّاسَ كَالطُّوْفَانِ
واللهِ لَـوْ بُعـِثَ النَّـبِيُّ مُحـَمَّدٌ
صَلَبَوْهُ جَهْرَاً دُوْنَ أيّ تَوَانِ
ياسَيِّدِي هَذَا العِرَاقُ امَا كَفَى
أنْ لايَنَامَ الطِـفْلُ نَـوْمَ أمَـانِ
وَكَأنَّ كُلَّ الضَائِعِيْنَ أتَوْا هُنَا
بَحْثَا عَنِ النـِسْوَانِ للـنِسْوَانِ
إنَّ الرُّجُـوْلَةَ مَـوْقِفٌ وَقَـضِيَةٌ
لَيْسَتْ صِرَاعَ القِطِّ وَالجُرْذَانِ
بِالامْسِ قَدْ ذَبَحُوْا النِّسَاءَ بِزَعْمِهِم
أنَّ النِّسَاءَ حَبـَـائِلُ الشـَّيـْطَانِ
واليَوْمَ بَاعُوْهُنَّ أبْخَسَ بَائِعٍ
نَسِيَ المُرُوْءَةَ مَعْدَنَ الإنْسَانِ
اليَوْمَ تُسْبَى فِي العِرَاقِ حَرَائِرٌ
وَالمـَارِقُوْنَ مُـسَاعِدٌ وَمُـدَانِي
المَارِقُوْنَ هُمْ الخَرَابُ بِبَغْيِهِم
هُمْ قَاتِــلُوْهُ مُنـَـافِقٌ وَأنَـانِي
أطْفَالُنَا مَاتُوْا بِـغِيْرِ تَحَـسُفٍ
لاتَسْألُوْهُ الفَخْرَ وَهْوَ يُعـَانِي
لمْ القَ الَّا فِي العِرَاقِ زَعِيْمَهُمْ
يَصْحُوْ وَيَغْفُوْ بَعْدَ خَمْسِ ثَوَانِ
وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلجِرَاحِ لَعَلَّنِي
أحْظَى بِجُرْحٍ نَاسِفٍ لِكَيَانِي
هَذَا عِرَاقُ الانْـبِـيَـاءِ وَأهْلِهِمْ
هَيْهَاتَ يُهْـزَمُ مَوْطِنَ القُرْآنِ
هَذَا عِرَاقُ الخَيْرِ يَخْسَأُ جَمْعُهُمْ
يَبْقَى العِرَاقُ وَكُلُّ شَئٍ فَانِي

عن مجلة الثقافة العربية Unknown

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini