» » نافذة على الشعراء العرب.. بقلم الشاعر خالد خبازة

نافذة على الشعراء العرب

الشاعر الأول

الأخنس بن شهاب التغلبي

الأخنس بن شهاب التغلبي  بن شريق بن ثمامة بن أرقم بن عدي بن بن معاوية بن عمرو بن غنم التغلبي , . و الخنس : ارتفاع في أرنبة الأنف .
 شاعرجاهلي  ، كان من رؤساء قومه ، و قد شهد حرب البسوس ، و كان شاعر قومه فيها ، و من مشهوري فرسان العرب ،  و سمي فارس العصا و هو اسم فرس  له كانت تسمى  "  العصا  " .
وهو صاحب القصيدة المختارة  في المفضليات التي يقول فيها :

لابنة حطان بن عوف منازل ... كما رقش في العنوان في الرق كاتب

و كان له فرس يقال لها " زيَم "  و لها يقول :

هذا أوان الشد فاشتدي زيم ... لاعيش الا الطعن  في يوم البُهَم

و يقال ان أجود ما قيل في كثرة الجيش  .. قول الأخنس  :

بجأواء ينفي وردها سرعانها ... كأن وميض البيض فيها كواكب

و الجأواء : الكتيبة . و السرعان: الأوائل .
و له شعر في حرب البسوس ، و توفي بعدها سنة 69  قبل الهجرة  الموافق 555 ميلادية .
و القصيدة التي اختارها المفضل الضبي في المفضليات من الطويل و القافية من المتدارك يقول فيها :
فمن يك أمسى في بلاد مقامه ... يسائل أطلالا بها لا تجاوب
لابنة حطان بن عوف منازل ... كما رقش في العنوان في الرق كاتب

تمشي بها حول النعام كأنها ... أماء تزجي  بالعشي خواطب
و قفت بها أبكي و أشعر سخنة ... كما اعتاد محموما بخيبر صالب

و قد عشت دهرا و الغواة صحابتي ... أولئك خلصائي الذين أصاحب
فأديت عني ما استعرت من الصبا ...  و للمال عندي اليوم راع و كاسب

لكل أناس من معد عمارة ... عروض اليها يلجأون و جانب
و نحن أناس لا حجاز بأرضنا ... مع الغيث ما نلقى و من هو غالب

ترى رائدات الخيل حول ديارنا ... كمعزى الحجاز أعوزتها الزرائب
فوارسها من تغلب ابنة وائل ... حماة كماة ليس فيهم أشايب

و ان قصرت أسيافنا كان وصلها ... خطانا الى أعدائنا فنضارب
فلله قوم مثل قومي عصابة ... اذا اجتمعت عند الملوك العصائب

............

الشاعر الثاني
الحصين بن الحُمام المري

الحصين بن حمام بن ربيعة المري الذبياني .. أبو يزيد و اشتقاق الحُمام من عرق الخيل .
شاعر فارس جاهلي  سيد بني سهم بن مرة  و فارسها من " ذبيان " .  كان سيدا وفيا لجيرانه و قال ابن قتيبة عنه : انه من أوفياء العرب ، فقد نهب بنو جعفر ابلا لجاره ، فقام و ردها اليه . و اعتبره ابن قتيبة  واحدا من ثلاثة يعتبرون أشعر المقلين من شعراء العرب .
 يلقب الحصين بن الحمام " مانع الضيم " ، و في شعره حكمة .  وهو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية .
مات قبيل ظهور الاسلام ، 10 قبل الهجرة ألموافق  612 ميلادية .
 قيل انه أدرك الاسلام . وقيل ان ابن الحصين بن الحمام استأذن في الدخول على معاوية.  فقال معاوية : هذا لا يكون  الا ابن عروة بن الورد أو ابن الحصين بن الحمام  ، فلما دخل  سأله معاوية  : ابن من أنت ؟ قال : أنا ابن مانع الضيم  ، أنا بن الحصين بن الحمام .. قال له : صدقت ! ، فرفع مجلسه و قضى حوائجه .
له ديوان شعر . و هو الذي يقول في قصيدة طويلة مشهورة من جيد أشعار العرب اختارها المفضل الضبي في المفضليات .. عروضها  من الطويل و القافية من المتدارك  :

تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما
و لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... و لكن على أقدامنا تقطر الدما

نفلّق هاما من رجال أعزة ... علينا و هم كانوا أعق و أظلما
و لما رأينا الصبر قد حيل دونه ... و ان كان يوما ذا كواكب مظلما

صبرنا و كان الصبر منا سجية ... بأسيافنا يقطعن كفا و معصما
و لما رأيت الود ليس بنافعي ... عمدت الى الأمر الذي كان أحزما

فلست بمبتاع الحياة بسبة ... و لا مرتق من خشية الموت سلما
و أطرق اطراق الشجاع و لو يرى ... مساغا لنابيه الشجاع لصمما

لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا ... و ما علّم الانسان الا ليعلما

لما نشبت الحرب بين بني  جوشن و بين بني سهم بن مرة و اقتتلوا في أمر يهودي خمار كان جارا لهم ، فقتلته بنو جوشن ، و كانوا متقاربي المنازل ، فكتب عقيل بن علفة و كان غائبا بالشام أبياتا ، الى بني سهم يحرضهم ، فلما وردت الأبيات ، تكفل الحصين بن الحمام بالحرب و أبلى بها بلاء شديدا ، يقول  في ذلك :

يطأن من القتلى  و من قصد القنا ... خبارا فما ينهضن الا تقحما
عليهن فتيان كساهم محرق ... و كان اذا يكسو أجاد و أكرما

صفائح بصرى أخلصتها قيونها ... و مطردا من نسج داود محكما
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما

و مما يستدل على أنه أدرك الاسلام ..  يقول في قصيدة رائعة من المتقارب و القافية من المتدارك :

و قافية غير أنسية ... قرضت من الشعر أمثالها
شرود تلمّع بالخافقين ... اذا أنشدت قيل  من قالها

و حيران لا يعتدي بالنهار ... من الظلع يتبع ضلالها
و داع دعى دعوة المستغيث ... و كنت كمن كان لبى لها

اذا الموت كان شجا بالحلوق ... و بادرت النفس أشغالها
صبرت و لم أك رعديدة ... و للصبر في الروع أنجى لها

و يوم تسعّر فيه الحروب ... لبست الى الروع سربالها
مضعفة السرد عاديّة ... و عضب المضارب مفصالها

فلم يبق من ذاك الا التقى ... و نفس تعالج أبطالها
أمور من الله فوق السما ... مقادير تنزل أنزالها

أعوذ بربي من المخزيا ... ت يوم ترى النفس أعمالها
و خفّ الموازين بالكافرين ... و زلزلت الأرض زلرالها

و نادى مناد بأهل القبور ... فهبوا لتبرز أثقالها
و سعّرت الأرض فيها العذاب ... و كان السلاسل أغلالها

...
خالد ع . خبازة

عن مجلة الثقافة العربية رهيف السريحيني

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini