» » إيهٍ حَماةُ .. بقلم الشاعر ياسر فايز المحمد

قصيدة من  البحر البسيط بقلمي ياسر فايز المحمد بعنوان:(إيهٍ حَماةُ)

لَمْ أَدْرِ قَبْلَكِ ما الشَّكوى وما الضَّجَرُ
ولا الحَنينَ الذِّي في الصَّدْرِ يَسْتَعِرُ

ولا شُحوبَ جُفونٍ شابَها أَرَقٌ
وَعاثَ فيها جُنونُ السُّهْدِ والسَّهَرُ

ولا لَهيبَ وَجيبٍ جَالَ في مُقَلٍ
أَخْفَيْتُ لاعِجَهُ والقَلْبُ يَنْصَهِرُ

فَنَمَّ عَنِّي أًَخاديدٌ على وَجَني
وباحَ سِرِّي أَنينٌ باتَ يَزْدَهِرُ

واغدَوْدَقَ الحُزْنُ في رُوحي فَطَوَّقها
بالأُمْنياتِ التِّي في اليَأْسِ تَنْتَحِرُ

يَكْفي فُؤادِيَ إِنْ في صَدِّها احتَجَبَتْ
أَمَاطَ عَنِّي فَلا تَخفى بِيَ الصُّوَرُ

رَهينُ حَبْسِ الهَوى والأٌمْنِياتُ غَدَتْ
مَسْلوبَةَ الرَّوضِ لا مَاءٌ ولا شَجَرُ

قُيِّدْتُ في شَطَنٍ والبِئرُ تَرْمُقُني
والرُّوحُ في قَلَقٍ  والمَوتُ يَنْتَظِرُ

وَ( يُوسُفي)في بَهاءِ الحُسْنِ يَسْكُنُهُ
خَمْرُ الزُّهْوِّ وَذِئْبُ الصَّدِّ والكِبَرُ

مِنْ جَمْرِ وَجْدِيَ  باتَ القَلْبُ مُحْتَرِقاً
فَلا تَلومَنَّ قَلْباً هَدَّهُ السَّفَرُ

بَحْثاً عَنِ العُمْرِ في أَهْدابِ غانِيَةٍ
يَفوحُ مِنْها عَبيرٌ آَسِرٌ عَطِرُ

يَسْتَعْذِبُ الجَمْرَ لا لَهْواً ولا تَرَفاً
لكِنَّهُ العِشْقُ كَمْ يَحْلو لَهُ الخَطَرُ

يُزْجي مَعَ البَدرِ أَحْلاماً مُجَنَّحَةً
لكِنَّها في جِدارِ الفَجْرِ تَنْكَسِرُ

في دَنِّ رُوحِيَ أَشْجانٌ مُعَتَّقَةٌ
أَطيافُها هذهِ الآهاتُ والفِكَرُ

أَكادُ مِنْ فَرْطِ ما غَنَّتْ بِها مُقَلي
دَمْعَاً هَتوناً عَلى الخَدَّيْنِ يَنْحَدِرُ

أَبْدُو لُحوناً لَهَاةُ الشَّوْقِ تَعْزِفُني
أَعْراسَ حُزْنٍ فَيَبْكي العودُ والوَتَرُ

فَلا تَلُمْ يا عَذولي إِنَّني بَشَرٌ
والرَّاحِمونَ لِأَهْلِ العِشْقِ هُمْ بَشَرُ

ذاقُوا الصَّبابَةَ مِنْ وِرْدِ النَّوى نَهَراً
واسْتَعْذبوا المَوتَ مِنْ عِشْقٍ فما صَدَروا

وَصَبَّروا القَلْبَ عَنْ لُقْيا أَحِبَّتِهِمْ
وأَيْنَعَ الصَّبْرُ صَبْراً حينَما صَبَروا

***     ***      ***

إيهٍ (حَماةُ) فَإِنِّي مُدْنَفٌ كَلِفٌ
أَرْنو إِلَيْكِ فَهَلْ مِنْ مُقْلَةٍ نَظَرُ

وَهَلْ تَجودُ عَلَيْنا مِنْ مَعاطِفِكُمْ
نُسومُ (عاصٍ) لَهُ في خافِقي أُصُرُ

عَتَّقْتُ حُبَّكِ في قَلْبي وَ في هُدُبي
وبِي رَفيفُ رُؤىً في أَحرُفي نَضِرُ

نَسَجْتُ دَمْعِيَ حِبْراً في مَعابِرِكُمْ
كَيْ أَرْسُمَ الوَردَ في أَحْداقِ مَنْ عَبَروا

خَلْفَ المَنافي وَ عَيْنُ اللَّهِ تَرْمُقُهُمْ
والطَّيْرُ يَذْكُرُهُمْ والوَردُ والنَّهَرُ

(أُمَّ الفِداءِ) وَكَمْ نادَيْتُ فازْدَهَرَتْ
حينَ النِّداءِ لَهاتي وازْدهى العُمُرُ

أُمَّ (الوَجيهِ) وَكَمْ غَنَّتْ لِأَحْرُفِهِ
ناعُورَةُ الحُسْنِ مَشْغُوفاً بِها القَمَرُ

فارْتَجَّ كَوْنٌ وَ هَامَ السِّحرُ  في لُغَةٍ
وحارَ طِبٌّ فَهَلْ في الطِّبِّ مُعْتَبِرُ

وَيا(وليدَُ) أَيا( قِنْبازَ)مَلحَمَةٍ
مِنَ الوَفاءِ فَهَلْ يا نَهْرُ تَدَّكِرُ

جاشَتْ بِصَدري حُروفٌ أَشْعَلَتْ مُقَلي
مَنْ ذا سَأَرْثي إِذا ما فاضَتِ العِبَرُ

جُودِي (حَماةُ )على رَوْضي بِبَعضِ هَوىً
قَلْبي صَريعُكِ يَكفي التِّيهُ والسَّفَرُ

وَشاطِريني فَتاتي بَعضَ ما سَنَحَتْ
بِهِ الكُرومُ وَجَادَ الخَمْرُ والسَّكَرُ

وَعَلِّليني بِحُلْمٍ حَاكَهُ نَهَرٌ
يَغْفو على شاطِئَيْهِ السِّحْرُ والسَّحَرُ

ثُمَّ اسكُبيني حَنيناً فَوقَ رابِيَةٍ
كَيْ أَنْثُرَ العِطْرَ والطَّاغوتُ يَنْدَحِرُ

(حماةُ )عِشْتُكِ والبَلوى تُُحاصِرُني
وذا شُحوبِيَ لِلْأَشْجانِ يَخْتَصِرُ

وَذي حُروفِيَ بالآهاتِ مُتْرَعَةٌ
يالَيْتَ شِعْري متى الأَحْزانُ تَنْدَثِرُ

غَريبُ رُوحٍ ولَيْسَ البُعْدُ عَنْ سَكَنٍ
لَكِنَّ  غُصْني ذَوَتْهُ الحَربُ والقَهَرُ

فَخَلَّفَتْني رِياضُ الشِّعرِ مُجْتَزأً
خَلْفَ التَشَرُّدِ لا سلوى ولا وَطَرُ

سِوى لَهيبِ سَمومٍ بِتُّ أَجْرَعُها
فَيُورِقُ اليَأسُ في دَوْحي  وَيَنْتَشِرُ

(حَماةُ) رُدِّي جَمالَ الأُنْسِ مُزْدَهراً
يَحُفُّهُ الخُبْزُ والأَصْحابُ والمَطَرُ

لِيُمْرِعَ الخَيْرُ في حَيِّي وفي وَطَني
وَيُزْهِرَ الحُبُّ والآياتُ والسُّوَرُ

ثُمَّ اطْرَحيني أَذاناً بَوْحَ مِئْذَنَةٍ
ناجِيْ فُؤادي  لَعَلَّ الذَّنْبَ يُغْتَفَرُ

***     ***     ***

وجيه: هو الشاعر الكبير  والطبيب الحموي المشهور(وجيه البارودي) رحمه الله
وليد قنباز: هو الشاعر والأديب والمؤرخ الحموي المشهور وهو الصديق الملازم للشاعر وجيه البارودي رحمهما الله

.... ياسر فايز المحمد... سوريا.... حماة.....

عن مجلة الثقافة العربية رهيف السريحيني

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini