............
ألم نكبر ؟! فمن أكبر ؟!
صباح العمر إذ أدبر
........
وما زال الضياء هنا
يشمِّس قلبنا الأخضر
.........
صباحٌ باسمٌ شَرِقٌ
يصافح كفكِ الأطهر
..........
صباح فيه محبرتي
تنام بغرفة الدفترْ
............
أدغدغها أهدهدها
ليصحو المسك والعنبر
............
ويخبر أنكِ الدنيا
وأنتِ مزاجها الأعطرْ
............
وأنت العين إذ تغفو
وأنت العين إذ تسهر
..........
وأنت بلابلٌ غنتْ
لوجه الصبح إذ أسفرْ
.............
صباحٌ مِلؤه الإحسا
س حرَّر فيَّ ما حرَّر
...........
لتغدو الروح عصفورًا
وكل الكون قد أزهر
..........
هناك النرجس الغافي
هنا الياقوت والمرمرْ
...........
هنا حزني مشى حتى
تخضب دمعه فاحمر
............
هنا ظمأي نما حتى
تكسر غصني الأخضرْ
..........
هوت في الريح أوراقي
فيا لشحوبها الأصفرْ
...........
هنا روحي بكت نادت
هنا قلبي بدا أكبر
..........
صباح فيه أعلنها
أهيم بوجهكِ الأنور
.........
وأعشق خصرك الممشوق
غصن الورد إذ بشّر
..........
أحبك ... يا شراب دمي
وروحي في الهوى تسكر
.........
وفكري شاردٌ ثمِلٌ
يهيم بشالك الأسمرْ
..........
بعينيك المسالمتين
لا أنقى ولا أطهر
..........
أحبك .. دون أن أُروى
أيا نهرًا من الكوثرْ
( 2)
فهل في قلبها أسهرْ
كما في خافقي تسهرْ
........
وهل أملي تفكر بي
كما كلِّي بها فكَّرْ
..........
وبت أسائل الأشياء
من حولي متى أُخبرْ
............
سألت الليل مضطرباً
(أتعشقني)؟؟ وقد أقمر
.........
فرد عليَّ يغمزني
بنجمٍ ساطع أشقرْ
.........
سأسألها... وغاب الليل
حتى الآن لم يظهرْ
.........
فقلت الشمس تخبرني
عسى بجوابها أظفرْ
.........
ومثل الليل قالت لي
سأسألها ... فلا تحتر
......
فلا ليلي شفا ما بي
ولا شمسي شفت أكثر
.........
وشاب العمر يا ليلى
وحتى اليوم لم أُخبَرْ