مِنْ حقلِ فقّوسيْ وبينَ طماطمِي
أروي وأكتبُ في الحقولِ ملاحمِي
.
وتفوحُ رائحةُ الخيارِ كأنّها
أنفاسُ هائمةٍ تبوحُ لهائمِ
.
وصفوفُ باميةٍ تطلُّ زهورُها
مثلَ العيونِ ببسمةٍ وتناغُمِ
.
وقطوفُ أصنافِ المحاشيَ أشعلتْ
صدرَ الشهيّةِ للغداءِ القادمِ
.
في الحقلِ يصفوْ الودُّ يحلوْ طعمُهُ
في الحقلِ يبتسمُ الطموحُ لحالمِ
.
ما زرتُهُ إلا تركتُ هُمومَها
وبعثتُ إحساسيْ بشوقٍ غائمِ
.
وقطفتُ بوحا عنْ غصونِ تأمّلٍ
ونثرتُهُ عطرا بحرفٍ ناعمٍ
.
إنْ شئتَ إحساسا رهيفا مفعما
أو شئتَ صفوا من عذابٍ غاشمِ
.
فَزُرِ الحقولَ ترَ الحقولَ حديثها
يغنيْ القريحةَ عن سطورِ طلاسمِ
.
وهيَ الملاذُ إذا استبدّتْ وحشةٌ
وفزعتَ قهرا من عدوٍ آثمِ
.
وإذا تركتَ حقولَ حبّكَ ..تكتويْ
ألما بقبضةِ (عازرٍ) أو (شالُمِ)
.
فاجعلْ هواك قصائدا بتارةً
واحمِ الحقولَ بغرسِ شوقٍ صارمِ
---------------------
في المقثاة (حقل الخضار البعلي)
* الفقوس : يشبه الخيار أبيض اللون مائل للخضرة