مَالِي أُحَدِّقُ فِي المَعْنَى وَأَضطَرِبُ ..... كَـأَنَّنِي عَاشِـــــــقٌ قَدْ هَـزَّهُ الطَّرَبُ
أَسْــتَغْفِرُ اللهَ مَا سَـــــلَمَى لَهَا أَرَقِي ..... وَلَا سُــــــــــعَادُ عَلَيْهَا القَلْبُ يَنْتَحِبُ
فَكُلُّ حُبِّي لِخَيْرِ الخَلْقِ قَاطِبَــــــــــةً ..... مُحَمَّدٍ سَـــــــــــــيِّدِ الدُّنْيَا وَلَا كَذِبُ
ابنُ الذَّبِيْحَيْــن ِ فَخْرُ الخَلْقِ كُلِّهُــــمُ ..... والفَخْرُ مَحْمُوْدُهُ خُصَّتْ بِـهِ العَرَبُ
تَخْضَرُّ آفَاقُ رُوْحِي فِي مَحَبَّتِــــــهِ ..... والقَلْبُ يُزْهِرُ وَالأَشْعَارُ تَنْسَــــــكِبُ
تَسْــمُو الحُرُوفُ وَتَزْهُو حِيْنَ أَذْكُرُهُ ..... كَأنَّهَا في مَدَى لأَلَائِهَــــــــا الذَّهَبُ
وَالطِّيْــبُ مِنْ قُبَّةٍ خَضْرَاءَ مُنْتَشِـــرٌ ..... كَــالنُّوْرِ مِنْ أَصْلِـــــهِ يَغْدُو وَيَنْقَلِبُ
فِي مَوْلِـــدِ النُّورِ قَـامَ الكونُ مُبْتَهِجاً ..... وَازَّيَّنَتْ فِي عُلَا أَفْلَاكِهَـا الشُّـــهُبُ
هَذَا اليَتِيْمُ أتى الدُّنْيَــــا فَخَلَّصَهَــــــا ..... مِن الضَّلَالِ وَعَيْــــنُ الحَقِّ تَرْتَقِبُ
وَالصَّدْرُ شُــقَّ فَقَامَ الطِّفْلُ مُرتَعِشاً ..... يَهْدِي لَإخْوَانِهِ فِي الدِّيْــنِ مَـا يَجِبُ
بَسْــــطُ الرِّدَاءِ تَمَامُ العَقْلِ حِكْمَتُــــهُ ..... فِي إلْفَةِ القومِ وَلَّى عَنْهُــــمُ الغَضَبُ
*** *** ***
نُوْرٌ بِغَارِ حِرَاءٍ رَاحَ يَنْتَشِـــــــــــــــرُ..... بَاتَتْ لَهُ راِسِـيَاتُ الرُّوْمِ تَضْطَرِبُ
أَتَيْتَ بِالحَقِّ وَحْيــــــــاً لَا جِــدَالَ بِــــهِ .....وَكُلُّ مَا جَاءَ عَنْ أَعْدَائِـكَ الصَّخَبُ
مَا كَنْتَ وَحْدَكَ فِي صَمْتِ الهَجِيْرِ ضُحًى ..... لَكَنَّـهَـــا أُمَّــةٌ فِي الرُّوْحِ تَحْتَجِبُ
هَجَرْتَ مَــكَّــــــــةَ حُبّاً فِي تَقَرُّبِهَـــــــــا .....فَكُنْـتَ أَعْظَمَ مَـــنْ بِالبُعْدِ يَقْتَـرِبُ
فِي هِجْرَةِ المَجْدِ سَـــــادَ العَدْلُ وَانْطَلَقَتْ ..... سَـحَائِبُ النُّوْرِ تَعْدُو إِثْرَهَا سُحُبُ
مِنْ هِجْرَةٍ بُعِثَ التَّارِيْـــخُ مَلْحَمَــــــــةً ..... لِلْمَجْدِ خَطَّ عُلَاهَا سَـــــــادَةٌ نُجُبُ
والقَلْبُ يَهْمِي حَـنِـيْــــــنــاً فِي تَرَصُّدِهِ ..... بِالأَمْسِ حِبٌّ وَهَذَا اليَـــوْمَ أَنْتَ أَبُ
مَرَارَةُ الفَقْدِ - إِبْرَاهِيْـــــمُ - تَمْلَؤُنَــــا .....والحُزْنُ فِي القَلْبِ عِنْدَ اللهِ يُحْتَسَــبُ
عَمَــــــارُ بَيْـــتِــكَ إِيْمَانٌ فَــــــلَا أَثَـرٌ ..... لِلْجُوْعِ حَــلَّ وَلَا الأحْشَــــاءُ تَلْتَهِبُ
وَقَدْ تمرُّ شُــــــــــــــهُورٌ فِي تَرَاتُبِهَـا ..... وَلَا يُوَقَّـدُ فِي أَرْجَائِـــــــــهِ الحَطَبُ
وَتَهْزِمُ الجُوْعَ مَــــا إنْ مَــرَّ فِي خَـلَـدٍ ..... وَقُوْتُكَ الأَسْــــوْدَانِ المَاءُ وَالرُّطَبُ
*** *** ***
تَارِيْخُنَا مِشْــــــــــــــعَـلٌ لِلنُّوْرِ يَبْعَثَـهُ ..... مَجْدٌ لِأَحْمَـدَ كَــــــالنِبْرَاسِ يَـلْتَـهَبُ
فِيْ صَمْتِهِ فِكَرٌ , فِي قَوْلِـــــــــهِ حِكَمٌ .....أَخْلَاقُهُ مِنْ شَــــــــذَا القُرْآنِ تُنْتَخَبُ
سَـــــمَوْتَ بِالفكْرِ فِي بَيْـــــدَاءِ غُرْبَتِنَا ..... حَتَّى جَعَـــلْتَ عُتَـاةَ الفِكْرِ يَـرْتَعِبُوا
صَنَّعْتَ مِـنْ قِمَـمِ التَّارِيْــــــــــخِ مُتَّكَـأً ..... تَرْقَى لَهُ أُمَّةُ الإِسْــــــــلَامِ مَا تَعِبُوا
أَنْتَ الرَّسُـوْلُ رَسُــولُ الحَقِّ تُرْشِــدُنَا ..... والمجدُ مجدُكَ تَسْـــمُوْ تَحْتَهُ الرُّتَبُ
يَا يَوْمَ لَوْعَـــــةِ قَلْبِي إِذْ سَــرَى خَبَرٌ ..... يُنْعَى بِهِ خَيْرُ مَنْ جَاؤُوا وَمَنْ ذَهَبُوا
جُزِيْتَ عَنَّا - رَسُـــــــوْلَ اللهِ - مَنْزِلَةً ..... خَيْرَ الجَزَاءِ بِهِ لِلشُّــــــكْرِ مُحْتَسِـبُ
عَلَيْكَ صَلَّى إِلَــــــــهُ الكَوْنِ مَا بَزَغَتْ ..... شَـــمْسٌ وَطَافَتْ عَلَى أَيَّامِهَا الحِقَبُ