حَيِّ الربوعَ التي أَقوَتْ مَغانِيها
كُنَّا و كانت ديارَ الأكرمينَ و ما
إشراقةُ الشمسِ إِلَّا مِنْ روابيها
و الصبحُ ما كانَ لولا أَنْ تُدِلَّ بهِ
تلكَ الروابي و تُبدي حُسنَها تِيها
يا نجمةً في سماءِ الكونِ مُذْ سَطَعَتْ
غابَ الجميعُ و تاهوا في معانيها
حِكايَتِي أنتِ ما تَنفَكُّ ذاكرتي
بالطِّيبِ عاطِرَةً إِنْ رُحتُ أرويها
يَحَارُ فيكِ قصيدُ الشِّعرِ كمْ بَحَثَتْ
عنكِ المَعانِي لِتَزهو في قوافيها
يرعى الإلهُ دروباً تُربُها مُقَلِي
و أَفتَدِي بجميعِ الخلقِ مَنْ فيها
في كلِّ بيتٍ بها الأفراحُ عامرةٌ
تُمَجِّدُ اللهَ ، صوتُ الحقِّ شاديها
و اليومَ لا أُنسَ لا إنسانَ يسكنها
و وحشةُ الموتِ تكسوها و ترثيها
و مهجتي رطبةٌ بالدمعِ ما فَتِئت
تهدي سلاماتِ أشواقي لأهليها
أَمُدُّ روحي على أفيائِها حُجُباً
كيما تُعانِقَ في البلوى مآسيها
للأمنياتِ جناحٌ حينَ أَذكُرُها
تروحُ تحملُ قلبي كي يوافيها
سَلِمتِ ياضيعتي الأغلى ولا سَلِمَت
هذي الغرابيبُ إنْ مَدَّتْ أياديها
يا قِبلَةَ الرُّوحِ لا شكوى ولو عَصَفَتْ
بكِ الخطوبُ ف لطفُ اللهِ يفنيها
تبقينَ كالنُّورِ عينُ اللهِ حارسةٌ
طوبى لأرضٍ رِضا الرحمنِ يحميها
يا حاديَ الرَّكبِ فَلْتَحمِلْ لها قُبَلِي
و نبضَ قلبي و دمعَ الصَّبِّ فَاسقِيها
لا شيءَ في الكَونِ كُلِّ الكَونِ يُشبِهُهَا
فَاعذُر مُحِبَّاً إذاْ ما راحَ يَبكِيها