» » قصيدة ( اليتيم ) شعر : مصطفى قاسم عباس



طفلٌ يُذيبُ لبؤسهِ الأَحجارا
يبكي ويَمسح دمعَهُ المنهارا

طفلٌ يتيمٌ يَمتطي سفنَ الأَسى
ليخوضَ في لُجج الشَّقاءِ بِحارا

طفلٌ.. ولم يعلَم ليومٍ أنهُ
سيصيرُ للأحزانِ دَوماً جارا

يتجرَّعُ التَّذكارَ كأسَ مرارةٍ
في ظلِّ أحلامٍ مضتْ تتوارى

ويُشاركُ القمريَّ نَوحاً والجَوى
ومنَ الطفولةِ لم يَذقْ مِقدارا

فبكيتُ ثمَّ بكى اليراعُ بلوعةٍ
ودموعُ قلبي سطَّرت أشعارا

بحرُ القصيدةِ ثاكلٌ ومُعذَّبٌ
ومِداديَ المُضنى شَكا واحتارا

أرنو لذاكَ الطفلِ تَهمسُ روحُهُ
ليلاً يناجي اللهَ والأَقدارا:

قولي - أيا أقدارُ - أينَ أبي مَضى؟
فأنا أسائلُ عن أبي الأَقمارا

أنا منذُ عامٍ ما رأيتُ هلالَهُ
وسَنا المحبةِ كَحَّلَ الأنظارا

مذْ غاب عنِّي صارَ دهرِي مُظلماً
فمَتى ترى عيني سناً ونهارا؟

كادت بيَ الصُّعَداءُ تُودي.. إنها
بلهيبها ستُحيلُ صدريَ نارا
• • •
ذاك اليتيمُ شكا إلَينا حالَهُ
جرَتِ الدموعُ بخدِّهِ أنهارا

لما أتاهُ النَّعيُ أنَّ أباهُ قد
ترك الحياةَ وفي الثَّرى قد غارا

آوى إلى أمٍّ تُكفكِفُ دمعَهُ
لكنْ تجلُّدُها هوَى وانهارا

فالبدرُ غابَ.. متى يكونُ أُفولُهُ؟
ليموتَ حزنٌ والأَسى يتوارى
• • •
ما أبصرَت عينيْ يتيماً بائساً
إلاَّ وأسبلَتِ الدُّموعَ جِهارا

فإذا رأيتُم في القلوبِ قَساوةً
وغدَت تُحاكي تلكُمُ الأحجارا

فلتمسَحوا رأسَ اليتيم بِرقَّةٍ
وتعلَّموا من أمِّهِ الإيثارا

وتذكَّروا أن الحياةَ عجيبةٌ
وسُكونُها سيُفجِّرُ الإعصارا


عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini