ما لهذا الزمن ينظر إلينا بتهكم
وكأننا كنا ولم نكن ؟
عقارب الساعة تمر بصمت ووجل
لا تتوقف أبدا ...ليتها تتوقف للحظة
في الزمن الماضي الجميل...صور تشرق بالحياة والأمل
والحاضر باب مغلق وجدار تتكئ عليه
قلوب حزينة ..اشتياق وحنين
تلك المنازل الرمادية الخالية إلا من الريح
ترتسم في ستائرها الرثة المتعبة ذكريات وذكريات
نوافذ خشبية حانية في جيوبها يسرح النمل آمنا مطمئنا
دفنت العصافير أغنياتها في الأغصان اليابسة ورحلت
لا ربيع في الأرجاء ...لا عيد ولا فرح
في الجانب الغربي من حينا الوردي
صمت وسكون ومقبرة
عند الصباح تبحث الشمس عن شعاعها الخجول
في تربة عطشى تنتظر من يمر عليها
تأنس لعابر أو محب ...تأنس لولد أو والد يقف هنيهة ليقرأ الفاتحة
يتأمل ويتذكر .
في المساء يخلو عالم المقابر من الإنس ..
وفي عالمنا
تبدأ الأحلام بإشعال قناديلها بين الجفون النائمة عسى ولعل
وبين ضجيج الحياة وغفلة الموت
يتجول النسيان بمعطفه الزاهي يسخر منا وعلينا
غرباء نحن في دنيا البشر
غنوة طير عابر، وجه ذكرى، طيف حلم
خفقة قلب تمضي كالبرق
تخدعنا الأماني ويطوينا القدر ...