الأحد، 10 سبتمبر 2017

ظلال المرايا..بقلم الشاعر رهيف حسون

لم أَجِدْ مَنْ آوي إليهِ سِوايا
جِئْتُ لا أدري، أينَ ترسو خُطَايَا

ليسَ مَنْ يَسْتَحِقُّ منّي بُكاءً
غيرَ نَفسِي الغَرقَى، بِبَحْرِ الخَطَايا

عِنْدَمَا يُشْتَهَى المَمَاتُ، وتَغْدُو
سُبُلُ العيشِ، صَعْبَةً كالمَنَايا

فاحْمَدِ الله، أَنْ خُلِقْتَ طليقاً
وانْغَرِزْ رُمحَاً، في ضَميرِ البَرَايا

ليسَ مِنْ غُرْبَةٍ، أَشَدُّ انْسِحَاقاً
مِنْ أسيرٍ مُدَجَّجٍ بِالقَضَايَا

والعِدَا حَوْلَهُ، تَعَاوَوا جيَاعاً
وانْتَشَوا سُكْراً، مِنْ أنينِ الضَّحَايا

مَا أنا إلَّا صَرْخَةٌ في البَرَاري
لم تَجَدْ مُصْغِياً لَهَا إلَّايا !!

آنَسَتْني الوُحُوْشُ، لمَّا رَأَتْني
مُثْقَلَ الهَمِّ، طاعِنَاً في رُؤايا

فتَدَاعَتْ إلَيَّ، تُؤنِسُ رَوْعِي
وأسَرَّتْ نَجْوَى، إلى نَجْوَايا:

"كم نُرَائي السَّمَاءَ، حتَّى إذا ما
كاشَفَتْنَا، لُذْنَا بِجِذْعِ النَّوايا

وإذا عَابَنَا الأنَامُ قُعُوْداً
إنْطَلَقْنَا نَلُوْكُ ثَدْيَ الحَكَايا

وتَنَافَسْنَا في اجْتِرَارِ الأمَاني
واحْتِلابِ السَّرابِ، ذِكْراً وآيَا

كَم نُوالي أرَاذِلَ النَّاسِ زُلْفَى
ونُعَادي ظِلالنا في المَرَايا"

آثِمٌ مَنْ يَلوذُ بالدَّمْعِ عَجْزاً
خَاسِرٌ مَنْ يَسْتَعْذِبُ الآه نَايَا

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini