كانت تجلس تحت شجرة الزيزفون ،
يموج النسيم أمامها والحر يتنزه فوق رؤوس الاشجار ؛ على كفها اليسرى ،ورقة وردية ترتجف ؛تحدّق فيها دون أن ترفع رأسها ،
مضى وقت غير قليل،رفعت بهدوء كفها اليمنى،مسحتْ دموعها ونظرت الى البعيد .ما زالت الورقة في يدها وما زالت ظلال الزيزفونة تبرّد وحدتها المستعرة ؛وما زالت الهرة البيضاء ممددة تحت قدميها مسترسلة في غطيطها .
هي الظهيرة ، يجب أن تعود الى بيتها الذي يبعد مئات الامتار من مكان نزهتها.
نهضت فاستيقظت الهرة ورفيف العصافير التي كانت تستقيل أغصان الاشجار قربها ،
وانحسرت الظلال الى جذوعها، وتبلل كل ما لديها من محارم ..لم يسكت دمعها ،قد قال كل شيء، حتى علا السراب وجه النسيم .
إتجهت صوب بيتها هادئة ،تتجاهل كسل قدميها وكل النزهات التي تتهاوى أمام ناظريها... ورأت كيف تتساقط الوعود مطفأة كالحجارة .
إرتجفت يدها ،سقطت الرسالة...تركتها للتراب ...للريح؛ لم يعد فيها من اسرار ...محاها الدمع ...
دخلت بيتها ،ثرثرت ضحكتها وهي تفتح باب غرفتها ؛صكت الباب .
ماءت الهرة
عادت ففتحته لتنسل البيضاء الى داخله.