أرجـــوحة رجـــل ميّت
يأتي إليّ في المنام مبتسما ، بابتسامته المعهودة المرتسمة فوق شفتيه الجميلتين وشاربه الصغير ،يحتضنني ويشمني ،أضلاعي أخالها تتهشم تحت ضغط ذراعيه ،يقضي وقتا طويلا في معانقتي ثم لم يلبث ان يمسح دموعه بكمه ، يركبني في الأرجوحة ويدفعني إلى الأمام ثم يقول :
_لاتنسي يابنيتي أن تعتني بأمكِ المريضة ،يقولها ويتأهب إلى الرحيل ،كعادتي أهبطُ من الأرجوحة وأركض وراءه باكية ،يمسح على رأسي بكفه الحانية وهو يقول لي وسط دموعه المنهمرة على وجنتيه
_ واظبي على دراستك وكوني مجتهدة كأبيك ..هيا عودي الى مكانك ياحبيبتي ..وداعا ،يلّوح لي بيده .. ويختفي عني .
______________
أخوالي وأعمامي وأمي كانوا في أشد حالات الحزن والحيرة ،باعوا كل شيء ثمين في دارنا ..كلما جمعوا مبلغا من المال جلسوا يعدونه دينارا دينارا ..وفي كل مرة لا يكتمل المبلغ المطلوب ،ينبشون في ذاكرتهم المتعبة والمشوشة عن تذكر حاجة ما يبيعونها كي يكتمل المبلغ ..أكثرهم غضبا عمي الكبير هو الذي يجمع المال وهو الذي يعده ،نظرَ إليهم آخر مرة وهو يقلب شفتيه امتعاضا :
_ألف دولار فقط ويكتمل المطلوب ..مبلغ الفدية مرهق ويصعب جمعه ..هكذا عرفت أنهم منهمكون في جمع مبلغ الفدية على رأس أبي المخطوف ،اشترطَ عليهم الخاطفون إثنان وثلاثون ألف دولارا كي يسلّمون لهم أبي سالما ..فقد اختفت السيارة الفاخرة من حديقة المرآب والسجاد الايراني الثمين والمصوغات الذهبية العائدة لأمي ..حتى خلا البيت من كل شيء ثمين .
_______________
تلك الليلة قرر أبي أن يعمل أرجوحة بناء على طلبي بدلا من الأرجوحة القديمة التي تحطمت ..استدعى فيها الحدّاد الى البيت وجهّز له مايلزم ..طلب من الحدّاد أن يعمل أرجوحتين في عامود واحد واحدة لي وواحدة له ..لا أعرف لماذا فعل لك أبي وماذا يقصد بطلبه هذا ،عندما سالته بعد رحيل الحدّاد قال لي :
_مقعدان أفضل حتى نتأرجح سوية ..الا يسركِ هذا ؟تبسمت من قوله ووجدتها فكرة تروق له لأنه يتكاسل بدفعي ككل مرة ..سيكون الوضع مختلفا هذه المرة ..سيحرك قدميه ويدفع جسمه ويسحبني معه ..فعلا كانت الفكرة جميلة ومريحة بالنسبة له ..يسحبني معه عندما تعلو أرجوحته ليمسك بحبل أرجوحتي .. أشعرُ حينها اني أطير في الفضاء ، تتملكني نشوة وفرح عاليين عندما تتطاير خصلات شعري في الهواء المنعش
_______________
عندما ذهبتْ أمي لتستلم أبي في المكان والزمان الذي قرّره الخاطفون ،حسب الاتفاق المبدئي بين أعمامي وأخوالي ،كانت امي تحمل المبلغ في حقيبة سوداء تضعها تحت عباءتها .وهي تمني النفس أن ترى أبي بعد تلك الأيام التي افتقدناه فيها ..سلّمت المبلغ لاحدهم ركب سيارته وأشار لها إلى مكان ما قريب من موقع اللقاء ..عندماوصلت امي وهي تبحث عنه في الأرجاء ..عثرت على جثة مرمية فوق الأزبال قرب مكب النفايات .صرخت أمي وهي تلطم على وجهها وسقطت مغشيا عليها ..أصيبت أمي بعدها بجلطة دماغية أقعدتها عن التدريس ومزاولة أعمال المنزل .
________________
كان أبي على غير عادته يدخل البيت وعلائم حزن ترتسم فوق ملامحه ..كنتُ أظن في البداية أنه حالة ستزول عنه عاجلا أ م أجلا ..ولم أشا ان أسأله ..سألته أمي عن سبب غضبه وحزنه ..لايحر جوابا ..يترك المكان ويخرج إلى ناصية الشارع ..حتى سمعته في تلك الليلة التي سبقت خطفه ..يقول لأحدهم وهو ينزوي في ركن الحديقة القصي الحديقة ..كان يتكلم وعيناه تبحثان عني خشية أن أسمع مايدور بينه وبين المتحدث :
__اسمع لآخر مرة أقولها لك ...لن أخشى غير الله ..المستندات المخزنية لن أغيّرها وسأطلعُ لجنة الجرد على كل شيء ..حرامية ..سرّاق دمّرتم البلد .
_________________
تلك أرجوحتكَ يا أبي فارغة ..منذ تركتنا ،هاهي أرجوحتي تنتظر يديك الحانيتين كي تهزهما ..لم أصدق أنك مت ..لقد أقسمت لي انك لن تفارقني ..تركتني صغيرة والآن أنا في الاعدادية ..تلك أمي المريضة طريحة الفراش تنظر بعينيها الذا بلتين صوب الباب المفتوح تنتظر مجيئك ..مازالت تقسم أن الجثة التي رأتها لم تكن جثتك ..وأنها تنتظر عودتك سالما .. كل يوم تقول لي بفمها المجرور :سيعود و سيملأ علينا البيت فرحا وسرورا .. تعال يا أبي واقرأ خطوط الوجع في وجهي ..في تجاعيد عين أمي ..سطوري التي أكتبها إليك موبوءة بالضباب ووجهك الساكن خلفها .. يتلاشى ..لا شيء سوى خيوط من حضور أريدها أن تقطّب جروحي ..كم مشتاقة لمناداتك باسمي ..أحنُ إلى كركراتك البريئة ..لقد كبرتُ يا أبي ولا تزال آخر قبلة طرية تنمو في جبيني ،ماذا أفعل لذراعيّ وهما يطوقانك رغما عني.. فأصحو من غفلتي لا أجدُ سوى الفراغ ...وأن ذراعيّ كانتا تتشبثان عبثاً بحديد الأرجوحة الفارغة ..سأكتب في مذكراتي كل شيء عنك ..كل صغيرة وكبيرة ..
سأكتب عنوانا كبيرا (أحبك يا أبي )...حملتُ دفتر مذكراتي وهبطتُ من الأرجوحة ..دخلتُ غرفة نومي ،ما ان وضعت رأسي على المخدة ..حتى رنّ هاتفي النقال ..الرقم غريب ..رقم دولي ..ليس عندي أحد في الخارج من هذا الذي يتصل بي بعد منتصف الليل بساعتين ؟!.ترددتُ قليلا ثم ضغطت على العلامة الخضراء ..جاءني الصوت هادرا ..صوت ليس غريبا عني ..صوت سمعته من قبل كثيرا ..
_ألوووو...ابنتي ميس ...أنا جميل أبوك ..أنا الآن اتصلُ بك من السويد ...نعم من السويد ..لا تستغربي ..أرجوك اهدأي ...لا أريد أن تبكين..
_لا لا أصدّقُ ابدا ....
_اسمعيني بنيتي ..أنا الآن في السويد أعمل تاجرا كبيرا ..متزوج من امرأة سويدية ولي منها ثلاثة أولاد
_آه يا أبي كم نحن مشتاقون إليك!.
_أنا كثير الشوق لكم ..ولكنني لا أستطيع زيارتكم ..أتعرفين لماذا ؟
_...........ّ!
_لأنني مطلوب للقضاء العراقي في صفقة مالية كبيرة ...آسف أنني جعلتكم تبيعون كل شيء ثمين في البيت ..اقسم أني سأعوضكم كل ماخسرتموه .
_أصدقني القول يا أبي ..هل كانت عملية خطفك من قبل الارهابيين ......؟!
_نعم لعبة ....لعبة كي أُموّهُ على الحكومة ..وأُقيد في سجلات القضية أني متُ مقتولا ...أنا في بحبوحة من العيش يتمناها كل عراقي ...
_للأسف يا أبي ..أنت الآن ميت فعلا ..تيقنتُ الآن بالذات أنني يتيمة ..ابقَ كما أنت ...نحنُ لسنا بحاجة إليك بعد اليوم ..سأبقى في وطني مع أمي ..سأعتبر أنك لم تتصل بي ....أرجوك امسح رقم تلفوني .
_هذا ياوطن ؟ابنتي ..الوطن هنا ..السعادة والفرح هنا .. الحياة الرغيدة هنا ...لم أعد اسمع ماقال بعد تلك الكلمات فقد أغلقتُ الهاتف ..وبكيتُ بحرقة ..بدموع غزيرة ..حملتُ المعول المركون على سياج الحديقة ..وطفقتُ أحطّمُ الأرجوحة ..كنت أضربها بكل قوتي حتى تقطّعت سلاسلها .. أخذني اللهاث والتعب وتصبب العرق من جبيني ..انتابتني نوبة جنونية هزّت كياني المرتجف ..حتى أتيتُ على آخرها ..ثم ارتميتُ على الأرض ..أنظرُ بعينين محتقنتين نحو حلقات الأرجوحة الحديدية التي تبعثرت هنا وهناك .
عادل المعموري
_____________
القراءة الأولى:
الأديب/ اسماعيل الدباغ
يعد تقطيع النصوص القصصية إلى فقرات مغامرة لايجرؤ عليها غير من متمرس عليم ، لأنه يجازف بالاطاحة بأهم خصائص القصة القصيرة وأعني بها وحدة الموضوع . وهو الامر الذي لم يحصل مع الاستاذ عادل المعموري بما عرف عنه من تمكن من حرفته ، واحاطة بمقتربات و ازقة هذا الفن الصعب .
وما قدمه لنا المعموري في ( أرجوحة رجل ميت ) أقرب للبانوراما الأسرية بامتدادات مجتمعية وأخلاقية شديدة التعقيد يمر بها البلد في النص . بنوراما يربط أجزائها خيط متين هو مايشبه يوميات فتاة شديدة التعلق بوالدها المنزه في نظرها من كل العيوب. فتاة فقدت ذلك الأب بما يوفره من أمان نفسي و حياة مرفهة وأمها ( التي بدت غير مؤثرة في الأحداث ) في يوم واحد ، لكنها ورغم مرارة المصاب ، بعد ذلك الرحيل المفبرك للأب ، تماسكت عن طريق التشبث بالصورة الذهنية له في عقلها الواعي . صورة ساعتدها على التعايش مع المحنة أن لم نقل تجاوزها بدليل مواصلة الدراسة .
وكان يمكن لو ان الامور إستمرت كما هي ، أن تواصل الفتاة حياتها بشكل طبيعي بعد أن سلمت بالقدر واستعانت عليه بذكرى أب محب ، عاش لها ومات دون أن يخونها . حتى أتت تلك اللحظة الفارقة التي هاتفها من بلد بعيد ، بما يشبه الصاعقة التي نزلت عليها وعلى القارىء الذي لم يكن يصدق الأم في كون الجثة تعود لغير زوجها . لقد أحدثت تلك المخابرة بما حملته من تفاصيل وتبريرات انقلابا كاملا في المجرى النفسي للفتاة وتغيرا دراماتيكيا للأحداث، ورغم أن المبررات التي ساقها النص لتصرف الأب بدت معقولة بالقياسات الوضيفية والبوليسية إلا أنه هشم دون أي يشعر أهم ماتركه لابنته ( صورة الأب المثالي ) وارجوحة تتسع لشخصين كانا يوما شخصا واحدا .
ان التجربة التي يعيشها القارىء مع لغة المعموري و حبكتة المتقنة لاتتركه دون ان تحدث في قلبه تلك الغصة التي تدفعه للتفاعل مع الشخصيات التي بدت مجسمة وواضحة وحقيقية ، لقد جلست انا مثلا مع الخال وهو يعد نقود الفدية ، وسمعت الأب الهارب من قدره ومن التزامه وهو يتحدث بمنطق الماكر الألمعي عبر الهاتف ، وحملت المعول مع الفتاة وهي تهشم الارجوحة وتحيلها تماما الى خراب كمثل صورة صاحبها الزائف . أما عبارة الخاتمة فتعد غاية في الروعة وهي تصف حلقات الارجوحة المبعثرة ، وهي كناية لااظن إلا وقد قصدها الكاتب إلى الأسرة التي تبعثرت حلقاتها .
نص جميل ومشغول على يد حرفي . له مني بالغ الشكر على ابداعه .
اسماعيل الدباغ
____________
القراءة الثانية:
الأديب/ محمد البنا
ولوج للنص من أقصر الطرق ، رابطًا بين محوري النص الرئيسين [ الأب وإبنته ] ، متضمنًا في جملته الإستهلالية تلميحًا لا يخفى على قارئ ، بغياب الأب قسرًا أو قدرًا [يأتي في المنام ] ، وباسطًا حروفه لإلقاء الضوء على حميمية العلاقة بينهما ، وينتهي المشهد الأول بإختفاء الأب مودعا ، ليستهل المشهد الثاني بإختفاء الأب مختطفا ، أو هكذا ألقى في روع أهله وأقربائه ، وبديهيًا المختطف لابد له من فدية ، وبلفظة عارضة وحيدة " حديقة " تأتي في نهاية المشهد الثاني ، يتخذها الكاتب بمهارة سلمًا يرتقي عليه ليبدأ مشهده الثالث بأرجوحة في الحديقة ، تعيد لذهن القارئ مشاعر وأحاسيس المشهد الأول ، ولكنه هذه المرة ليس منامًا ، وإنما إستدعاء لما استقر في الذاكرة ، مشهدًا برع الكاتب في تصويره بكاميرا واعية ، تلتقط المشاعر قبل الصور ، تراه وتحسّه وتتأرجح معهما.
يستهل الكاتب مشهده الرابع بنقلة مفاجئة غير ما عودنا في نقلاته السابقة ...دفع الفدية واستلام الرجل أو جثته ....وهنا استوقفني شيئان ، أولهما تكرار لفظة أمي ست مرات في جملة سبعة أسطر ، وثانيهما جملتان ..الأولى منهما ..فوق الأزبال قرب مكب النفايات ، وهو ما يخرج بالقارئ بعيدًا عن روح النص ، وكان الأصوب [ من وجهة نظري ] قرب مكب النفايات ، والثانية منهما ...أصيت أمي بسكتة دماغية .....إلى آخر الجملة ، وهو ما يتنافى مع المنطق ، فرؤية امرأة لجثةٍ ما عادةً ما يفقدها وعيها لبرهة ، آخذين في الإعتبار أنها قالت فيما بعد أن الجثة ليست لزوجها .، انتهى المشهد حزينًا ، ليبدأ المشهد الخامس حزينًا ، وتمهيدًا لكشف المستور ، الرجل يتحدث خفية موهمًا إبنته أنه لا يراها ، إمعانًا في التضليل وسبك حبكة خطته الدنيئة ، والتي ستتكشف تفاصيلها فيما بعد .
يجمع الكاتب في مشهده الأخير بين الذكرى والواقع في فقرة واحدة ، في إيحاء رائع وتوطئة متقنة لتوقف الأرجوعة عن الدوران ، وفتح الباب على مصراعيه لإستقبال ريحٍ عاصف ، تكشف خديعة الأب وأنانيته المفرطة ، وما كان إتصاله بإبنته إلا لكون الإنسان إنسانًا مهما أنحدر ولامس شيطانه وتعايش معه ، وتحسم الأبنة أمرها لتنهى القصة أو الخدعة أو الأب المخادع ، بتحطيم الأرجوحة في دلالتين ..موت الأب معنويًا ، ومحو الذاكرة .
مشاهد تتأرجح بين الذاكرة والواقع ، برع الكاتب المميز في ربطهم برباطٍ وثيق متين ، أرجوحة بين الحق والباطل ، أرجوحة بين الحقيقة والوهم ، أرجوحة بين الحياة والموت .
محمد البنا
_________
القراءة الثالثة:
محسن الطوخي
استمتعت بالقصة التي وجدت فيها العالم المتألق الزاخر بالأحداث لصديقي البديع عادل المعموري. وشدتني قدرته على إدارة الأحداث, والسيطرة عليها لكي تقود إلى الخاتمة الجميلة التى تلخص التجربة.
واستمتعت كثيراً بالمقاربات النقدية لكل من صديقاي اسماعيل الدباغ. ومحمد البنا. وبعد قراءتي للمقاربتين النقديتين سيكون ماأقوله مجرد تكرار لما أورداه, فقد تكفلا بتغطية كافة مناحي النص من حيث الموضوع والشكل.
على أني أتمني أن يقوم صديقي المعموري بمراجعة أخيرة للقصة لضبط بعض العبارات, والألفاظ, وللتخلص من الجمل والعبارات الزائدة التى لا يؤثر غيابها على الحبكة أو السياق القصصي.
وسأورد بعض التصويبات, وبعض الجمل التي أراها من وجهة نظر السرد القصصي زائدة:
ثم لم يلبث ان يمسح دموعه بكمه .. ( ثم يمسح دموعه بكمه)
ويتأهب إلى الرحيل .. ( ويتأهب للرحيل )
وسط دموعه المنهمرة على وجنتيه .. ( على وجنتيه زائدة (
عن تذكر حاجة ما يبيعونه .. ( كلمة " تذكر " زائدة (
فقد اختفت السيارة الفاخرة .. ( كلمة " فقد " زائدة ( .
والمصوغات الذهبية العائدة لأمي .. ( ومصوغات أمي الذهبية ( .
.لا أعرف لماذا فعل لك أبي وماذا يقصد بطلبه هذا .. ( زائدة ( .
كانت امي تحمل المبلغ في حقيبة .. ( كلمة " أمي " زائدة(
كنتُ أظن في البداية ( أنه ) حالة ستزول / أنها
.ولم أشا ان أسأله .. ( زائدة (
وهو ينزوي في ركن الحديقة القصي ( الحديقة ) .. ( لفظ الحديقة الأخير زائد ( .
- تلاحظ ترك مسافة قبل الفاصلة, ووصلها بما بعدها. الصحيح هو العكس. لا تترك مسافة قبل الفاصلة, وتترك مسافة بعدها.
- بدءاً من المقطع الثاني تخليت عن الفاصلة تماماً, واعتمدت النقطتان المتجاورتان, وهما في ظني لا تكفيان بديلاً لعلامات الترقيم.
تقبل وافر تحياتي, وتقديري لنصك الجميل.
محسن الطوخي